وقال له : «يا برذعة (١) الحمار ، إن أمير المؤمنين أمرني إن أدركني الموت أن أوليك». ثم أوصاه بقتال ابن الزبير. ومات ودفن على ثنية يقال لها المشلل مشرفة على قديد.
فلما ولى عنه الجيش عدت عليه ليلى أم ولد يزيد بن عبد الله بن زمعة بن اشارة ، فنبشته وصلبته على ثنية المشلل ، وكان مسلم بن عقبة قتل يزيد ولدها المذكور ـ قاله الزبير بن بكار (٢).
فسار الحصين بن نمير إلى أن دخل مكة ، وحاصر ابن الزبير ، ورمى عليه بالمنجنيق ، فجاءهم الخبر وهم محاصروه بموت يزيد في هلال ربيع الآخر (٣) ليلة الثلاثاء سنة أربع وستين.
وكانت وفاة يزيد لأربع عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول من السنة المذكورة (٤). فكانت مدة إمارته ثلاث سنين وسبعة أشهر. فأذعن أهل الشام لابن الزبير وبايعوه.
قال ابن الضياء (٥) : «وخرج الحصين راجعا إلى الشام لخمس
__________________
ابن عقبة المري ـ عند ابن جرير الطبري ـ تاريخ ٦ / ٤٣٠.
(١) عند ابن جرير الطبري : «ابن برذعة» ـ تاريخ ٦ / ٤٣٠. والحصين بن نمير السكوني من أهل حمص ، حارب إبراهيم بن الأشتر ، وكان على ميمنة عبيد الله بن زياد ، فقتل معه على مقربة من الموصل في معركة الخازر سنة ٦٧ ه. انظر : تهذيب ابن عساكر ٤ / ٣٧١.
(٢) صاحب أخبار قريش.
(٣) في (د) «الأول».
(٤) أي سنة ٦٤ ه. وانظر في ذلك : ابن جرير الطبري ـ تاريخ ٦ / ٤٣٣.
(٥) ابن الضياء المكي الحنفي محمد بن محمد. وانظر : الأزرقي ـ أخبار مكة ١ / ١٥٠. وكان رجوع الحصين بجيشه بعد أن رفض عبد الله بن الزبير عروض الحصين. انظر في ذلك : ابن جرير الطبري ـ تاريخ ٦ / ٤٣٥ ـ ٤٣٦ ، اليعقوبي ـ تاريخ