[فتنة بين أهل السنة والرافضة سنة ٤٧٢ ه]
وفي سنة أربعمائة واثنتين وسبعين : وقعت بين أهل السنة والرافضة منازعة ، فشكت الرافضة ـ لعنهم الله (١) ـ إلى أمير مكة محمد بن جعفر العلوي. فأخذ فقيه الحرم [هياج بن](٢) عبد الله بن الحسين الشامي الحطيني ، وجماعة من أهل العلم (٣) ، فضربهم ضربا شديدا ، فمات اثنان في الحال تحت الضرب ، وبعضهم حمل ، وجلس أياما ومات ـ انتهى ـ.
واستمر محمد بن جعفر بعد أخذه مكة من ابن وهاس إلى سنة (أربعمائة وأربع وثمانين) (٤).
وهو أول من قطع خطبة (٥) المصريين ، وخطب لبني العباس. ونلل بذلك مالا عظيما من آل أرسلان السلجوقي (٦).
__________________
(١) وتعبير السنجاري يؤكد وجهة نظره تجاه الرافضة ، وتمسكه بأهل السنة والجماعة.
(٢) ما بين حاصرتين من اتحاف الورى ١ / ٤٨٠.
(٣) مثل : أبي محمد الأنماطي وأبي الفضل بن قوام. اتحاف الورى ١ / ٤٨٠.
(٤) ما بين قوسين سقط من (د). وانظر الخبر في ابن فهد ـ غاية المرام ١ / ٥١٣.
(٥) في (ج) «الخطبة من». وفي (ب) «من مصر من بني العباس». وهو خطأ. وكان قطع الخطبة للمصريين سنة ٤٦٢ ه أو ٤٦٣ ه. انظر : ابن فهد ـ اتحاف الورى ١ / ٤٧٢ ، ٤٧٣.
(٦) ألب أرسلان أشهر سلاطين السلاجقة ، وبطل معركة ملاذكرد سنة ٤٦٣ ه. والتي قررت مصير آسيا الصغرى ، فأصبحت من دار الإسلام. كما أعاد السلاجقة هيبة المذهب السني بعد سيطرة الرفض في ديار الإسلام وخاصة في العصر البويهي وسيطرة الديالمة على الخلفاء (٣٣٢ ـ ٤٤٨ ه). وتوفي السلطان ألب أرسلان قتلا سنة ٤٦٥ ه. انظر : ابن خلكان ـ وفيات الأعيان ٥ / ٦٩ ـ ٧١ ،