الخيف (١) والحجر ـ بسكون الجيم ـ وزخرف الكعبة. وبذل مالا لصاحب مكة ، حتى مكنه من ذلك. وهو الذي بنى المسجد الذي على جبل (٢) عرفات ، وعمل الدرج إلى أعلى (٣) الجبل ، وعمل بعرفات مصانع للماء (٤).
فائدة [في صعود الجبل بعرفة]
قال شيخ مشايخنا العلامة عبد الرحمن بن عيسى المرشدي الحنفي نقلا عن منسك الشيخ رشيد الدين ما نصه :
«قال الشيخ تقي الدين : ولا نعلم في فضل هذا الجبل الذي يصعده الناس بعرفة خبرا ثابتا ، ولا غير ثابت. وما يخص الناس به هذا الجبل من الحرص على الوقوف عليه دون موقفه صلىاللهعليهوسلم ودون مواقف عرفة ، قبل وقت الوقوف ، وايقادهم عليه النيران ، فبدع تستلزم محظورات من اختلاط النساء بالرجال وغير ذلك.
وانما حدث ذلك عند انقراض العلماء الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ، واستيلاء الجهل على الناس ، وأخذهم الأمور بالقياس» ـ انتهى بلفظه ـ فليحفظ ذلك.
__________________
(١) مسجد الخيف بمنى. انظر : أبو شامة ـ الروضتين في أخبار الدولتين ١ / ٢ / ٣٥٠.
(٢) في (د) «ميل».
(٣) سقطت من (ب) ، (ج).
(٤) أضاف أبو شامة : «وأجرى الماء إليها من نعمان (ومن مكة والطائف) في طريق معمولة تحت الجبل مبنية بالكلس. فغرم على ذلك مالا كثيرا. وكان يعطي أهل نعمان كل سنة مالا كثيرا ليتركوا الماء يجري إلى المصانع أيام مقام الحجاج بعرفات ، فكان الناس يجدون فيه راحة عظيمة». أبو شامة ـ الروضتين ١ / ٢ / ٣٥٠ ـ ٣٥١.