ولنرجع لما نحن بصدده فنقول :
لما انهزم القاسم (١) جمع جموعا ، [وكبس الاصبهيذ بعسفان ، فانهزم الاصبهيذ](٢) ، ورجع إلى الشام ، ودخل القاسم مكة.
[حج الخادم الحبشي المستفري سنة ٥٠١ ه]
قال في الوقائع (٣) : «وفي سنة خمسمائة وواحد ، حج (٤) بالناس الخادم الحبشي المسمى بالمستفري (٥) ، ودخل مكة وخلفه الكوسات ، وعلى رأسه الأعلام ، والسيوف مسلولة ، وأظهر العظمة على أمير مكة ، لأن أمير مكة قطع الدعاء في الخطبة لبني العباس. وتقدم أن والده نهب الحج العراقي. فحج هذا على الهيئة لإرهاب الخاص والعام» ـ انتهى ـ.
[فقيه النظامية]
ومنه : في سنة خمسمائة وخمس عشرة : ظهر بمكة انسان علوي (٦) من فقهاء النظامية (٧) ببغداد ، فأمر بالمعروف ، ونهى عن
__________________
(١) في (ج) ، (د) «أبو القاسم».
(٢) ما بين حاصرتين من الكامل لابن الأثير ٨ / ١٧٣.
(٣) الوقائع الحكمية للسيد البهنسي.
(٤) سقطت من (ب).
(٥) يمن بن عبد الله أبو الخير المستظهري أمير الحاج ـ كان جوادا ممدحا ذا رأي وفطنة. سمع الحديث وحدث بأصبهان. وكان أميرا للحج ـ امتدحه الناس. وتوفي سنة ٥١١ ه. انظر : ابن كثير ـ البداية والنهاية ١ / ١٨٢ ، ابن تغري بردي ـ النجوم الزاهرة ٥ / ٢١٤ ، ابن الجوزي ـ المنتظم ٩ / ١٩٦ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٢ / ٤٩٤.
(٦) ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ٨ / ٣٠٥ ، ابن كثير ـ البداية والنهاية ١٢ / ١٨٨ ، الفاسي ـ العقد الثمين ٧ / ٣٠ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٢ / ٤٩٧.
(٧) النظامية : المدرسة التي أنشأها وزير ألب أرسلان وملكشاه السلجوقيين.