[بناء مقام الحنفية سنة ٨٠١ ه]
قال التقي (١) : «وفي سنة ثمانمائة وواحد ، بني مقام السادة الحنفية ، على أربعة أساطين من حجارة منحوتة ، عليها سقف مدهون من خزف ، وأعلى السقف مما يلي السماء مدكوك / بالآجر (٢) ، مطلي بالنورة ، وبين الأسطوانتين المتقدمتين محراب مرخّم.
وكان ابتداء عمله على هذه الصفة في شوال ، أو في ذي القعدة من السنة المذكورة. وفرغ منه في أوائل سنة اثنتين وثمانمائة.
وقد أنكر عمله جماعة من العلماء (٣)». وأطال في ذلك الكلام (٤). فراجعه إن شئت في تواريخه.
__________________
(١) الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٣٩٢. وانظر : ابن فهد ـ اتحاف الورى ٧ / ٤١٢ ـ ٤١٣.
(٢) في (د) «بالآجور».
(٣) منهم العلامة زين الدين الفارسكوري الشافعي. وهو عبد الرحمن بن علي بن خلف أبو المعالي. ولي قضاء المدينة المنورة ولكنه لم يباشره وجاور بمكة ، وتوفي سنة ٨٠٨ ه. وقد ألف في شأن المقام تأليفا حسنا.
والشيخ سراج الدين البلقيني عمر بن رسلان بن نصير. توفي سنة ٨٠٥ ه. وابنه قاضي القضاة بالديار المصرية جلال الدين عبد الرحمن بن عمر بن رسلان. توفي سنة ٨٢٤ ه.
وقضاة القضاء بالديار المصرية في هذه السنة أفتوا بهدم هذا المقام ، وتعزير من أفتى بجواز بنائه على هذه الصفة وأنّ ذلك حجة فيه. وأن ولي الأمر يحضر رسم في ذلك فعارض بعض ذوي الهوى فتوقف في ذلك. انظر : الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٣٩٢ ، السخاوي ـ الضوء اللامع ٤ / ٩٦ ، ٦ / ٨٥ ـ ٩٠ ، ٤ / ١٠٦ ـ ١١٣ وقد أزيلت جميع المقامات بعد دخول الملك عبد العزيز ـ طيب الله ثراه ـ مكة ..
(٤) أي التقي الفاسي.