[حج الخيزران سنة ١٧١ ه]
وفي أثناء هذه المدة سنة مائة وإحدى وسبعين ، قدمت مكة الخيزران أم الرشيد (١) ، فأقامت بمكة إلى أن حجت ، واشترت دورا بالصفا إلى جانب دار الأرقم (٢) المخزومي التي بها المختبى ، وبها مسجد كان في صولة المشركين يدعو فيه النبي صلىاللهعليهوسلم إلى الإسلام خفية ، وأسلم فيه جماعة من كبار الصحابة ، وفيه الآن قبة يقال لها قبة الوحي (٣). وقد تداولت الأيدي هذا المحل. وسيأتي بيان ما فيه أواخر هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.
[إغارة الحبشة على جدة]
وفي الوقائع المكية (٤) : «سنة مائة وثلاثة وسبعين جاءت الحبشة في زمن الحج إلى جدة ، فوقعوا بمن فيها ، (فخرج الناس هاربين إلى مكة) (٥) ، فخرج معهم أهل مكة ، فلما رأت الحبشة ذلك هربوا في المراكب ، فجهز وراءهم صاحب مكة غزاة في البحر» ـ انتهى ـ.
__________________
(١) ابن كثير ـ البداية والنهاية ١ / ١٦٢ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٦٢ ، الجزيري ـ درر الفرائد ٢٢٠ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٢ / ٢٢٥.
(٢) الأرقم بن أبي الأرقم بن أسد المخزومي صاحب رسول الله صلىاللهعليهوسلم. وعاش إلى زمن معاوية. وداره عند الصفا أول مدرسة في الإسلام. انظر : ابن حجر ـ الاصابة ١ / ٤٠ ، ابن سعد ـ الطبقات ٣ / ٢٤٢ ، الذهبي ـ سير أعلام النبلاء ٢ / ٤٩٧.
(٣) في (ب) «الوصية». وأثبت الناسخ في الهامش قوله : «لعله الوحي».
(٤) الوقائع المكية للسيد البهنسي. وانظر : شفاء الغرام للفاسي ١ / ١٤١ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى (سنة ١٨٣ ه) ١ / ٢٣٢.
(٥) ما بين قوسين سقط من (د).