وكان قد أوصى إلى السفاح ، وهرب السفاح فتوارى بالكوفة حتى أتته جيوش أبي مسلم من خراسان في واقعات كثيرة (١) ، فبايعوه سنة مائة واثنتين وثلاثين بالكوفة.
فجهز (٢) عمّه عبد الله بن علي لمحاربة مروان بن محمد بن الحكم ، فالتقيا بقرب الموصل ، فانكسر مروان ، وهرب إلى فلسطين ، فأتبعه وقتله ببوصير كما تقدم ـ هذا ملخص خبرهم ـ انتهى.
[خلافة أبي العباس السفاح]
فولي الخلافة أبو العباس عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس عم رسول الله صلىاللهعليهوسلم. وأمه ريطة من بني الحارث بن كعب بن هلال.
وكان بنو أمية منعوهم من زواج الحارثيات ، لأنه قيل لهم : «أن زوال دولتهم على يد ابن حارثية» ، إلى أن كان زمن عمر بن عبد العزيز الأموي ، فاستأذنه محمد بن علي بن عبد الله بن العباس ، فقال له : «تزوج من شئت». فتزوج ريطة ، فأتت له بعبد الله.
[ولاة مكة وأخبارها أيام السفاح]
فولي مكة في أيامه (٣) :
داود بن علي بن عبد الله بن العباس عم السفاح (٤) ، وذلك سنة
__________________
(١) انظر هذه الملاحم عند : ابن جرير الطبري ـ تاريخ ٨ / ٣٠٠ ـ ٣٣٢.
(٢) أي السفاح.
(٣) أي أيام السفاح ١٣٢ ـ ١٣٦ ه.
(٤) انظر : الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٢٧٦ ، ابن جرير الطبري ـ تاريخ ٨ / ٣٦٣ ، ابن منظور ـ مختصر تاريخ دمشق ٨ / ١٤٩.