[حادثة التركماني]
فدخل مكة التركماني (١) ، فحاربه (٢) محمد بن جعفر ، فلم يقدر عليه ، ففرّ إلى جهة العراق ، فتبعهم بعض الجند ، فكرّ عليه محمد بن جعفر ، وضربه بالسيف ضربة قطع بها درعه وجسده والفرس ، حتى وصل السيف الأرض ، فبهت بقية الجند ، وانهزموا. فرجع / عليهم (٣) محمد المذكور ، وكان ذلك سبب الظفر ، فلحقه من معه ودخلوا مكة ، وهرب التركماني منها.
[تذبذب محمد بن جعفر بين الولاء للعباسيين والعبيديين]
قال الفاسي (٤) : «محمد بن جعفر هذا هو أول من أعاد الخطبة العباسية بمكة بعد انقطاعها نحوا من مائة سنة. وكان بعد ذلك يخطب حينا لبني العباس ، وحينا لملوك مصر ، ويقدم في ذلك من يعظم صلته».
وفي سنة أربعمائة وست وثمانين نهب محمد بن جعفر الحاج
__________________
الصفدي ـ الوافي ٢ / ٣٠٨ ـ ٣٠٩ ، الذهبي ـ سير ١٨ / ٤١٤ ـ ٤١٨ ، ابن العماد ـ شذرات الذهب ٣ / ٣١٨ ـ ٣١٩ ، ابن كثير ـ البداية والنهاية ١٢ / ١٠٦ ـ ١٠٧.
(١) وهم السنجاري فخلط بين الأحداث التي حدثت لمحمد بن جعفر سنة ٤٨٤ ه بعد أن هرب من التركماني الى العراق ، وبين الأحداث سنة ٤٥٥ ه بعد رحيل الصليحي ، عند ما قصده الحسنيون بنو سليمان مع حمزة بن وهاس ، فلم يكن لأبي هاشم بهم طاقة وخرج من مكة فتبعوه. فرجع وضرب واحدا منهم ضربة فقطع درعه وفرسه وجسده ، ووصل الى الأرض ، فدهشوا ورجعوا عنه ...». انظر : الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣١١ ـ ٣١٢ ، العقد الثمين ١ / ٤٤٢ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٢ / ٤٨٥ ، ابن فهد ـ غاية المرام ١ / ٥١٠ ، ٥١٤.
(٢) في (أ) ، (ب) ، (ج) «فحارب». والاثبات من (د).
(٣) في (أ) ، (ج) «عنهم». والاثبات من (ج) ، (د). مع ملاحظة أن ص (١٩٩) بخط الحضراوي.
(٤) في (أ) ، (ج) «الفاكهي». وهو خطأ. والاثبات من (ب) ، (د).