قبضه تغيّب.
فعاد الأميران إلى القاهرة ، فوصلاها يوم الأحد سادس عشر جمادى الآخرة سنة سبعمائة وسبعة عشر (١).
واستمر رميثة إلى انقضاء السنة أوائل سنة سبعمائة وثمانية عشر.
فدخل حميضة مكة بجموع جمعها ، وأخرج منها رميثة ، واستولى على مكة ، وخطب لملك العراق ابن خدابنده أبي سعيد (٢).
ويقال ان استيلاءه هذا [كان](٣) برضا من رميثة.
ولم تطل ولاية حميضة هذه ، فإن الملك الناصر لما بلغه ما فعله ، جهز إليه جيشا في ربيع الآخر سنة سبعمائة وثمانية عشر ، وأمرهم أن لا يعودوا إلا به ، فلم يظفروا به ، وبقي مهججا إلى أن قتل سنة سبعمائة وعشرين ـ كذا قال الفاسي (٤) ـ.
ويقال : ان رميثة باطن جيش حميضة. فلما خرج إلى الشرق قتلوه هنالك.
وفي عمدة الطالب (٥) : «أن حميضة بعد أن قتل أبا الغيث ، استمر بمكة ستة أشهر. ثم قبض عليه صاحب مصر. وأخذ إلى مصر ،
__________________
(١) المقريزي ـ السلوك ٢ / ١ / ٧٥.
(٢) أبو سعيد بن خربندا بن أرغون بن أبغا بن هولاكو. ولي الحكم بعد أبيه وعمره احدى عشرة سنة. تحول من الرفض الى السنة فأمر بإقامة الخطبة بالترضي عن الشيخين أولا ثم عثمان ثم علي رضياللهعنهم. انظر : ابن كثير ـ البداية والنهاية ١٤ / ٧٧.
(٣) زيادة من (ب) ، (ج).
(٤) العقد الثمين ٤ / ٢٤٤.
(٥) عمدة الطالب في نسب آل أبي طالب.