وأمّا ما حكي أنّهم قالوا : (نعيم) فشادّ والياء فيها ناشئة عن إشباع الكسرة ، وأمّا دخول اللام عليها في نحو قوله تعالى : (وَلَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِينَ) [النحل : ٣٠] فهو جواب قسم كما قال : [البسيط]
إذن لقام بنصري (١) ...
وكقول الآخر : [الطويل]
... (٢) لناموا فما إن من حديث ولا صال
وأمّا دخول : (يا) عليها في نحو قولهم : (يا نعم المولى) فالمنادى محذوف ، أي : يا الله أنت نعم المولى كما قالوا : (يالعنه الله) وكقراءة من قرأ : ألا يا اسجدوا وكقوله : (يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ) [يس : ٢٦] ، وأمّا عدم تصرّفها فلم نذكره بعد.
فصل : والأصل في : (نعم) نعم الرجل إذا أصاب نعمة ، و (بئس) إذا أصاب بؤسا مكسور العين وفيها أربع لغات هذه أحداها ، وقد جاءت في شعر طرفة : [الرمل]
__________________
(١) البيت كاملا :
ومسّني في حمى أبنائهم حزن |
|
إذن لقام بنصري معشر خشن |
والقصيدة من شعر صفيّ الدين الحلّي : (٦٧٥ ـ ٧٥٠ ه / ١٢٧٦ ـ ١٣٤٩ م) وهو عبد العزيز بن سرايا بن علي بن أبي القاسم ، السنبسي الطائي. شاعر عصره ، ولد ونشأ في الحلة ، بين الكوفة وبغداد ، واشتغل بالتجارة فكان يرحل إلى الشام ومصر وماردين وغيرها في تجارته ويعود إلى العراق.
انقطع مدة إلى أصحاب ماردين فتقّرب من ملوك الدولة الأرتقية ومدحهم وأجزلوا له عطاياهم. ورحل إلى القاهرة ، فمدح السلطان الملك الناصر وتوفي ببغداد.
له (ديوان شعر) ، و (العاطل الحالي) : رسالة في الزجل والموالي ، و (الأغلاطي) ، معجم للأغلاط اللغوية و (درر النحور) ، وهي قصائده المعروفة بالأرتقيات ، و (صفوة الشعراء وخلاصة البلغاء) ، و (الخدمة الجليلة) ، رسالة في وصف الصيد بالبندق.
ومطلع هذه القصيدة :
يا للحماسة ضاقت بينكم حيلي |
|
وضاع حقّي بين العذر والعذل |
(٢) البيت كاملا :
حلفت لها بالله حلفة فاجر |
|
لناموا فما إن من حديث ولا صال |
وهو من شعر امرئ القيس.