فصل : وقد حذف فاعل : (نعم) من اللفظ تارة والمخصوص أخرى ، وقد حذفا جميعا في نحو قوله تعالى : (بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً) [الكهف : ٥٠] والتقدير : بئس البدل إبليس وذريّته وجاز ذلك لتقدّم ذكره ومن حذف المخصوص قوله تعالى : (بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا) [الجمعة : ٥].
فـ (الذين) صفة للقوم ، والتقدير : بئس مثل القوم هذا المثل ، ويجوز أن يكون الذين فى موضع رفع ، أي : بئس مثل القوم ، أي : مثل الذين فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه ، وأمّا قوله تعالى : (ساءَ مَثَلاً الْقَوْمُ) [الأعراف : ١٧٧] ف (ساء) بمنزلة (بئس). والتقدير : ساء المثل مثلا مثل القوم فعمل فيه ما ذكرناه ، وساء بمنزلة بئس فى جميع الأحكام.
فصل : إذا كان الفاعل مؤنّثا هنا كان ثبوت التاء كغيره من الأفعال ويجوز حذفها ؛ لأنّ الفاعل جنس ، والجنس مذكّر ، فغلّب المعنى كما قالوا : ما قام إلا هند ، أي : ما قام أحد إلّا هند.