أحدها : أنّها تفيد في الجملة معنى واحدا هو التوكيد فهي ك (لام الابتداء) و (الباء) الداخلة في خبر (ليس) و (نون تأكيد الفعل) والمفتوحة تفيد التوكيد وتعلّق ما بعدها بما قبلها.
والثاني : أنّ (إنّ) المكسورة أشبه بالفعل لذا كانت عاملة غير معمول فيها كما هو أصل الفعل والمفتوحة عاملة ومعمول فيها فهي كالمركّب والمكسورة كالمفرد والمفرد أصل للمركّب.
والثالث : أنّ المكسورة ليست كبعض الاسم هي مستقلّة بنفسها والمفتوحة كبعض الاسم إذ كانت هي وما عملت فيه تقدير اسم واحد.
وقد قال قوم : المفتوحة أصل للمكسورة. وقال آخرون : كلّ واحدة منهما أصل بنفسها والصحيح ما بدأنا به.
فصل : وإنّما خصّت المصدريّة بالفتح لأنّهم لّما آثروا الفرق عدلوا إلى أخفّ الحركات وهي الفتحة ، إن شئت قلت : لّما كانت المصدريّة كبعض الاسم طال الكلام بها فخصّت بأخف الحركات ، وإن شئت قلت : لمّا كانت مصدرّية حملوها على (أن) الناصبة للفعل في الفتح كما حملوا الناصبة للفعل في العمل على الناصبة للاسم.
__________________
٦ ـ أن تقع جوابا لقسم نحو : (حم وَالْكِتابِ الْمُبِينِ ، إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ) (الآية «٢ ـ ٣» من سورة الدخان)
٧ ـ أن تكون محكيّة بالقول (فإن وقعت بعد القول غير محكية فتحت نحو «أخصّك بالقول أنك فاضل».) نحو (قالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ) (الآية «٣٠» من سورة مريم)
٨ ـ أن تقع حالا نحو (كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ) (الآية «٥» من سورة الأنفال)
٩ ـ أن تقع صفة نحو «نظرت إلى خالد إنّه كبير».
١٠ ـ أن تقع بعد عامل علّق بلام الابتداء التي يسمّونها المزحلقة نحو : (وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ) (الآية «١» من سورة المنافقين) أي أن اللام في «لرسوله» سبب في كسر همزة إنّ لأنّ اللام المزحلقة لا تكون في خبر «إن» مفتوحة الهمزة.
١١ ـ أن تقع خبرا عن اسم ذات نحو : «محمّد إنه رسول الله».
١٢ ـ في باب الحصر بالنّفي وإلا ، بمعنى الأمثلة الآتية تقول : «ما قدم علينا أمير إلا إنّه مكرم لنا». لأنه ليس ههنا شيء يعمل فيإنّ ولا يجوز أن تكون أنّ ، وإنّما تريد أن تقول : ما قدم علينا أمير إلّا هو مكرم لنا.
وقال سبحانه : (وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعامَ) (الآية «٢٠» من سورة الفرقان)