وكقولك : أين إلا زيدا قومك ، وعلى هذا تقول : ما ضرب إلا زيدا قومك. قال أصحابنا : إن استثنيته من (قومك) جاز. ومن أصحابنا من لم يجزه ، والفرق أنّ الفاعل أصل في الجملة.
فصل : ولا يعمل ما بعد (إلا) فيما قبلها كقولك : قومك زيدا إلا ضاربون ؛ لأن تقديم الاسم الواقع بعد (إلا) عليها غير جائز فكذلك معموله لما تقرّر أنّ المعمول لا يقع إلا حيث يقع العامل إذ كان تابعا له وفرعا عليه ، فإن جاء في الشعر أضمر له فعل من جنس المذكور.
فصل : ويجوز أن تقع (إلا) صفة بمعنى (غير) فيجري ما بعدها على ما قبلها كقولك : له عندي مائة إلا درهم ، فترفع كما ترفع (غيرا) هنا إذا جعلتها وصفا فيلزمك المائة بكمالها ، وإن نصبت : (درهما) لزمك تسعة وتسعون على أصل الباب ، وكذا إذا قلت : (غير درهم) فنصبت (غيرا).
فصل : إذا وقع استثناء بعد استثناء كان الاخير مستثنى من الذي قبله فما يبقى منه هو المستثنى من الذي قبل قبله فعلى هذا إذا قال له : (عليّ عشرة إلا تسعة) ثّم على ذلك نقص واحدا إلى أنّ قال : (إلا واحدا) لزمه خمسة دراهم ولك في تحقيق ذلك طريقان :
أحدهما : أن تأتي إلى آخر العدد فتسقطه من الذي قبله على ما بيّنا فيسقط ههنا من اثنين فيبقى واحد فتسقطه من ثلاثه فيبقى اثنان فتسقطهما من الأربعة فيبقى اثنان فتسقطهما من الخمسة ، فيبقى ثمّ على ذلك إلى العشرة فيبقى خمسة.
__________________
ـ والبيت من شعر لبيد بن ربيعة العامري : (٤١ ه / ٦٦١ م) وهو لبيد بن ربيعة بن مالك أبو عقيل العامري.
أحد الشعراء الفرسان الأشراف في الجاهلية. من أهل عالية نجد. أدرك الإسلام ، ووفد على النبي (صلىاللهعليهوسلم).
يعد من الصحابة ، ومن المؤلفة قلوبهم. وترك الشعر فلم يقل في الإسلام إلا بيتا واحدا. وسكن الكوفة وعاش عمرا طويلا. وهو أحد أصحاب المعلقات.
وفي الصحيح عن أبي هريرة رضياللهعنه ، قال : قال النّبيّ صلىاللهعليهوسلم : «أصدق كلمة قالها الشّاعر : كلمة لبيد ألا كلّ شيء ما خلا الله باطل وكاد أميّة بن أبي الصّلت أن يسلم».