فصل : أمّا : (أحد عشر) (١) في المذكّر فلا علامة للتأنيث فيه ؛ لأن (أحدا) قبل التركيب لا علامة فيه فبقي على ذلك ، وأمّا (عشر) فبغير تاء كما ذكرنا في (ثلاثة عشر) ، وأمّا في المؤنّث فثبتت العلامتان ؛ لأن (إحدى) قبل التركيب تلحقها علامة التأنيث كقولك : (واحدة) و (إحداهما) فبقيت عليها في التركيب ، وأمّا (عشرة) فالتاء لما ذكرنا في (ثلاث عشرة) ولهذه العلّة قلت في المؤنّث (اثنتا عشرة) بالعلامتين.
فصل : وأمّا (عشرون) فاسم موضوع لعشرتين ، وليس بجمع تصحيح على التحقيق ؛ لأن أقلّ هذا الجمع ثلاثة ، فلو كان (عشرون) جمع تصحيح لكان أقلّ ما يقع عليه ثلاث عشرات.
وحكي عن الخليل أنّه جمع (عشر) من أظماء الإبل ، وذلك أن العشر منها ثمانية ؛ لأنها ترد الماء يوما وتتركه ثمانية وترده اليوم العاشر فلا يحتسب بيومي الورود فتكون العشرون عشرين ونصفا فجمع على التكميل ، وفي هذا القول بعد.
وأمّا كسر العين من (عشرين) فقيل : كان الأصل أن يقال : (عشرتان) وهم اثنتان من هذه المرتبة فكسر كما كسر أوّل اثنين.
وقيل : العشرة تؤنّث وجمعها لا يؤنّث فكسر أوّله في الجمع عوضا من التأنيث إذ كان يؤنّث بالياء نحو تضربين والكسرة من جنس الياء.
وأمّا على قول الخليل فالكسرة فيه كسرة الواحد.
فصل : وأمّا (ثلاثون) إلى : (تسعين) فأسماء مشتقّة من ألفاظ مرتبة الآحاد وليس (ثلاثون) جمع (ثلاث) إذ لو كان كذلك لكان أقلّ ما يقع عليه ثلاثون (تسعة) ؛ لأنها ثلاث ثلاثات.
__________________
(١) هذا النوع ما يحتاج الى تمييز مفرد منصوب وهو الأحد عشر والتّسعة والتّسعون وما بينهما نحو : (إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً) (وَبَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً) (وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً) (إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً) وأما قوله تعالى (وَقَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً) فليس (أسباطا) تمييزا بل بدل من (اثنتي عشرة) والتمييز محذوف أي اثنتي عشرة فرقة.
وما يحتاج الى تمييز مفرد مخفوض وهو المائة والألف تقول عندي مائة رجل وألف رجل. ويلتحق بالعدد المنتصب تمييزه تمييزكم الاستفهامية وهي بمعنى أيّ عدد ولا يكون تمييزها الا مفردا تقول كم غلاما عندك ولا يجوزكم غلمانا خلافا للكوفيين.