وقد اختص هذا الاسم بأشياء لا تجوز في غيره منها (يا) ومنها تفخيم (لامه) إلا إذا انكسر ما قبلها ومنها قطع همزته في النداء ، وفي القسم إذا قلت : (أفألله) ومنها اختصاصه ب (تاء القسم) ومنها لحوق (الميم) في آخره.
فصل : وأمّا قولهم : يا أيّها الرجل ف (أيّ) مفرد منادى مبنيّ ، وفي (ها) وجهان :
أحدهما : أنّهم أتوا بها عوضا من المضاف إليه ؛ لأن حقّ (أي) أن تضاف.
والثاني : أنها دخلت للتنبيه لتكون ملاصقة للرجل حيث امتناع دخول (يا) عليه.
وأمّا الرجل فصفة لأيّ على اللفظ ؛ لأنه المنادى في المعنى ؛ ولذلك لا يسوغ الاقتصار على (أيّها).
وإنّما أتي ب (أيّ) هنا توصّلا إلى نداء ما فيه الألف واللام ومن هنا لم يجز نصبه عند الجمهور وأجازه المازنيّ كسائر الصفات ، وإنّما اختاروا (أيّا) هنا ؛ لأنها اسم معرب فيه إبهام يصلح لكل شيء.
فصل : فإن وصفت الرجل هنا رفعت الصفة وإن كانت مضافة ؛ لأن الموصوف معرب ، وإذا حملت تلك الصفة على موضع (أيّ) جاز النصب والرفع في المفرد ولم يكن في المضاف إلى النصب.
فصل : والميم الزائدة في قولك : (اللهم) (١) عوض من (يا) وقال الكوفيّون : أصله : (يا الله أمّنا بخير) وهو غلط لوجهين :
أحدهما : أنّه لو كان كذلك لكثر الجمع بينهما ولمّا لم يأت ذلك إلا في الضرورة علم أنّه عوض فلم يجمع بينه وبين المعوض.
__________________
(١) تستعمل «اللهمّ» على ثلاثة أنحاء :
(الأول) أن تكون للنداء المحض ، نحو «اللهمّ اغفر لي».
(الثاني) أن يذكرها المجيب تمكينا للجواب في نفس السامع ، كأن يقال لك «أخالد فعل هذا؟» ، فتقول «اللهم نعم».
(الثالث) أن تستعمل للدلالة على الندرة وقلة وقوع المذكور معها ، كقولك للبخيل «إن الأمة تعظمك ، اللهم ان بذلت شطرا من مالك في سبيلها».