فصل : إذا ناديت المضاف إلى نفسك وكان الأوّل صحيحا فلك فيه أوجه :
أحدها : حذف الياء نحو : يا غلام ؛ لأن الكسرة تدلّ عليها في الإثبات.
والثاني : إثباتها ساكنة على الأصل.
والثالث : فتحها ؛ لأن حقّ ياء الضمير الفتح كالكاف.
والرابع : إبدال الفتحة كسرة والياء الفا ليمتدّ الصوت زيادة مدّ.
والخامس : حذفها وضمّ الميم وتريد في هذا الوجه ما أردت في الإضافة (١).
__________________
(١) المنادى المضاف إلى ياء المتكلم على ثلاثة أنواع اسم صحيح الآخر ، واسم معتلّ الآخر ، وصفة.
والمراد هنا اسم الفاعل واسم المفعول ومبالغة اسم الفاعل.
فإن كان المضاف إلى الياء اسما صحيح الآخر ، غير أب ولا أم ، فالأكثر حذف ياء المتكلم والاكتفاء بالكسرة التي قبلها ، كقوله تعالى (يا عِبادِ فَاتَّقُونِ.) ويجوز إثباتها ساكنة أو مفتوحة ، كقوله عزوجل (يا عِبادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ) وقوله (يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ). ويجوز قلب الكسرة فتحة والياء ألفا ، كقوله تعالى (يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ.)
وإن كان المضاف إلى (الياء) معتلّ الآخر ، وجب إثبات الياء مفتوحة لا غير ، نحو «يا فتاي. يا حاميّ».
وإن كان المضاف إليها صفة صحيحة الآخر ، وجب إثباتها ساكنة أو مفتوحة ، نحو «يا مكرمي. يا مكرمي».
وإن كان المضاف إليها أبا أو أمّا ، جاز فيه ما جاز في المنادى الصحيح الآخر ، فتقول «يا أب ويا أمّ. يا أبي ويا أمي. يا أبي ويا أمي. يا أبا ويا أمّا «ويجوز فيه أيضا حذف ياء المتكلم والتّعويض عنها بتاء التأنيث مكسورة أو مفتوحة ، نحو «يا أبت ويا أمّت. يا أبت يا أمّت». ويجوز إبدال هذه التاء هاء في الوقف ، نحو «يا أبه ويا أمّه».
وإن كان المنادى مضافا إلى مضاف إلى ياء المتكلم ، فالياء ثابتة لا غير ، نحو «يا ابن أخي. يا ابن خالي» إلّا إذا كان «ابن أمّ» أو «ابن عمّ» فيجوز إثباتها ، والأكثر حذفها والاجتزاء عنها بفتحة أو كسرة. وقد قريء قوله تعالى (قالَ ابْنَ أُمَّ ، إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي ،) وقوله (قالَ يَا بْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي ،) بالفتح والكسر. فالكسر على نيّة الياء المحذوفة ، والفتح على نيّة الألف المحذوفة التي أسلها ياء المتكلم. ومثل ذلك يقال في «يا ابن عمّ» قال الراجز :
كن لي لا عليّ ، يا ابن عمّا |
|
نعش عزيزين ، ونكفى الهمّا |
ويجري هذا أيضا مع «ابنة أمّ» و «ابنة عم».
واعلم أنهم لا يكادون يثبتون ياء المتكلم ، ولا الألف المنقلبة عنها ، إلا في الضرورة ، فإثبات الياء كقوله
يا ابن أمّي ، ويا شقيّق نفسي أنت خلّقتني لدهر شديد
وإثبات الألف المنقلبة عنها ، كقول الآخر :
يا ابنة عمّا ، لا تلومي واهجعي |
|
لا يخرق اللّوم حجاب مسمعي |