أحدهما : هو خبر مبتدأ محذوف.
والثاني : هو فاعل فعل محذوف ، وقد ذكرناهما في أوّل الباب.
وللبصريّين مذهبان :
أحدهما : أنّ (مذ) مبتدأ وما بعده الخبر ، والتقدير : أوّل ذلك يوم الجمعة وأمد ذلك يومان وهو قول الأكثرين.
والثاني : أنّ (مذ) خبر مقدّم ، والتقدير : بيني وبين انقطاع الرؤية يومان ، وهو قول أبي القاسم الزجّاجي وهو بعيد ؛ لأن (أنّ) تقع بعد (مذ) كقولك : ما رأيته مذ أنّ الله خلقني ، و (أنّ) لا تكون مبتدأ.
فصل : وليس ل (مذ) وما بعدها موضع عند الجمهور بل هو جواب كلام مقدّر ؛ لأنه إذا قال : ما رأيته ، فكأنّك قلت : ما أمد ذلك ، أو ما أوّل ذلك ، فقلت : مذ كذا ، وقال أبو سعيد السيرافيّ : موضعه حال ، أي : ما رأيته متقدّما أو مقدّرا.
فصل : وإنّما بنيت (مذ) وهما اسمان لوجهين :
أحدهما : تضمّنهما معنى الحرف ، أي : ما رأيته من هذا الأمد إلى هذا الأمد.
والثاني : أنّهما ناقصتان فأشبهتا (كم) في الخبر.