فصل : والمصدر لا يتحمل الضمير لأنه اسم جامد فهو ك (زيد والغلام) ، وإنّما يحذف الفاعل معه حذفا كقوله تعالى : (أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (١٤) يَتِيماً) [البلد : ١٤ ـ ١٥] ف (إطعام) خبر مبتدأ محذوف ، والفاعل محذوف ، أي إطعام هو ، وهو المذكور في قوله تعالى : (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) [التين : ٤] وأجاز قوم أن يتحمّل الضمير كما تحمله الصفة المشبّهة وكالظرف ؛ لأنه يعمل في الظاهر فيعمل في المضمر وهذا ضعيف ؛ لأن تلك الأشياء يوصف بها وتكون أحوالا فجرت مجرى الفعل.
فصل : والمصدر يضاف إلى الفاعل ؛ لأنه غيره بخلاف اسم الفاعل ؛ لأنه هو الفاعل في المعنى ويضاف إلى المفعول ؛ لأنه كالفاعل في تحقّق الفعل به ، ويجوز أن يقدّر المصدر بفعل لم يسّم فاعله كقولك : عجبت من ضرب زيد ، أي : من أن يضرب.
فصل : وإذا عطفت على المضاف إلى المصدر جاز أن تجرّ المعطوف حملا على اللفظ وأنّ تنصبه أو ترفعه حملا على الموضع ، وكذلك الوصف.