أحدها : استغراق الجنس كقولك : الرجل أفضل من المرأة أي جميع هذا الجنس خير من جميع الجنس الآخر وليس آحاده خيرا من آحاده.
والثاني : أن تكون لتعريف الواحد من الجنس من حيث هو جنس كقولك : الدينار خير من الدرهم أي أيّ دينار كان فهو خير من أيّ درهم كان.
والثالث : أن تكون للمعهود بين المتكلّم والمخاطب كقولك : لمن تخاطبه جاء الرجل الذي عهدناه.
والرابع : أن تكون لتعريف الحاضر كقولك : هذا الرجل فأمّا قوله تعالى : (فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ) [المزمل : ١٦] فمن المعهود السابق لتقدّم ذكر الرسول نكرة فعاد إليه.
والخامس : أن تكون بمعنى الذي نحو الضارب والقائم.
والسادس : أن تكون زائدة كالداخلة على الذي وسنبيّن ذلك في الموصولات وحكي عن بعض العرب قبضت الخمسة العشر الدرهم ولا يقاس عليه.
وقال الكوفيّون الألف واللام تكون بدلا من هاء الضمير كقولك : مررت بالرجل الحسن الوجه إذا رفعت وليس بشيء إذ لو كان كذلك لجاز أن تقول مررت بزيد فكلّمني الغلام أي غلامه وليس بجائز ولأنّ الهاء اسم مضمر يعرّف بما قبله بالإضافة والألف واللام حرف يعرّف بوجه آخر فهما مختلفان من هذين الوجهين :
مسألة : أعرف المعارف المضمر عند سيبويه ومن تابعه.
وقال ابن السّراج : أسماء الإشارة أعرف منه ومن العلم.
وقال الكوفيّون : العلم أعرف منهما.
وحجّة الأوّلين : أنّ المضمر لا اشتراك فيه لتعينه بما يعود إليه ؛ ولذلك لا يوصف ويوصف به بخلاف العلم ؛ فإنه فيه اشتراك ويميز بالوصف والمبهم يوصف ويوصف به ويقع اسم الإشارة على كل حاضر ويقع فيه اشتراك حتى لو كان بحضرتك جماعة فقلت هذا من غير إقبال واحد لم يعلم المراد إلا بانضمام الإقبال إليه.
واحتج ابن السراج بأن اسم الإشارة يعرف بالعين والقلب فهو أقوى وهذا ضعيف ؛ لأن ذلك راجع إلى تعرفه عند المتكلم فأما السامع فلا يعلم ما في قلب الناطق ب (هذا) وإنما يعرف