صرفته فأمّا إبليس فلا ينصرف للعجمة والتعريف وقال قوم : هو من الإبلاس وليس كذلك ؛ لأنه لو كان منه لانصرف إذ ليس فيه سوى التعريف.
مسألة : فأمّا يربوع ونظائره فينصرف إذ ليس في الأفعال يفعول.
مسألة : فأمّا مرّان وهي الرماح فإذا سمّي به انصرف ؛ لأنه من المرانة للينها بالتدريب ، وأمّا رمّان إذا سمّي به فلا ينصرف عند سيبويه ؛ لأنه من الرمّ وهو الجمع والإصلاح وقال الأخفش النون أصل ؛ لأنه كثير في أسماء النبات فعّال نحو قلّام وثفّاء.
فأمّا أباتر فينصرف بكلّ حال ؛ لأنه كثير الأسماء مثاله نحو دلامص وعكامس وعلابط.
مسألة : يجوز في حضرموت ونحوه ثلاثة أوجه :
أحدها : بناء الاسم الأوّل وإعراب الثاني : إلّا أنّه لا ينصرف في المعرفة للتعريف والتركيب وبني الأوّل لشبه الثاني : بتاء التأنيث إذ كان مزيدا على الاسم وفتح للطول كما فتح ما قبل تاء التأنيث.
والوجه الثاني : أن تضيف الأوّل إلى الثاني فتعربهما إلا أن كرب لا ينصرف ؛ لأنه مؤنّث معرفة ، ومنهم من يصرفه فيجعله مذكّرا ، وأمّا ياء معدي فساكنة بكلّ حال ؛ لأن الكلمتين صارتا كالواحدة فلو حرّكت لتوالت الحركات وثقلت خصوصا في الياء بعد الكسرة.
والوجه الثالث : أن تبنيهما لتضمّنهما معنى حرف العطف ك (خمسة عشر).
مسألة : فأمّا سيبويه ونفطويه وعمرويه فمبنيّة ولكن تنوّن في النكرة كما تنوّن الأصوات وأسماء الفعل ويذكر ذلك في المبنيّات إن شاء الله تعالى.
مسألة : أسماء البلدان منها ما ذكّرته العرب فصرفته نحو واسط ودابق ومنها ما أنّثته نحو مصر ودمشق ومنها ما جوّزت فيه الأمرين.
مسألة : فأمّا أسماء القبائل فما كان موضوعا على القبيلة كان مؤنّثا نحو حمير وما كان اسما للحيّ أو أبي القبيلة كان مذكّرا نحو تميم ، وقد جاء الوجهان في ثمود.
مسألة : حكم ما لا ينصرف ألّا يجرّ ولا ينوّن لما ذكرنا في صدر الكتاب من أنّ الصرف هو التنوين فأمّا الجرّ فليس من الصرف على الصحيح وإنّما سقط تبعا لسقوط التنوين إذ كانا جميعا