وقال عديّ : [الخفيف]
ومتى واغل ينبهم يحيّوه |
|
وتعطف عليه كأس السّاقي |
فصل : والجزاء يكون بالفعل المجزوم ولا يحتاج إلى الفاء ؛ لأن حكم الفعل المعلّق بفعل الشرط أن يعقبه فاستغنى عن حرف يدلّ على التعقيب ؛ فإذا لم تجزم أو جئت باسم جئت بالفاء في الجواب لتدلّ على التعقيب الذي هو حكم الجزاء وربّما حذفت وهو قليل وأكثر ما يأتي حذفها إذا كان فعل الشرط ماضيا كقوله تعالى : (وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ) [الأنعام : ١٢١] ، وقد جاء مع المستقبل كقول الشاعر (١) : [البسيط]
من يفعل الحسنات الله يشكرها |
|
والشرّ بالشرّ عند الله مثلان |
ولا يقاس عليه.
فصل : وتقام إذا التي للمفاجأة مقام الفاء كقوله تعالى : (وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ) [الروم : ٣٦] ؛ لأن المفاجأة تعقيب.
فصل : فأما قول الشاعر : [الرجز]
يا أقرع بن حابس يا أقرع |
|
إنّك إن يصرع أخوك تصرع |
فمذهب سيبويه أنّ تصرع خبر إنّ والشرط معترض بينهما وجوابه محذوف أغنى عنه ما قبله ومذهب المبرّد هو خبر مبتدأ محذوف ، أي : فأنت تصرع.
__________________
(١) البيت من شعر حسان بن ثابت : (٥٤ ه / ٦٧٣ م) وهو حسان بن ثابت بن المنذر الخزرجي الأنصاري ، أبو الوليد.
شاعر النبي (صلىاللهعليهوسلم) وأحد المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية والإسلام ، عاش ستين سنة في الجاهلية ومثلها في الإسلام. وكان من سكان المدينة.
واشتهرت مدائحه في الغسانيين وملوك الحيرة قبل الإسلام ، وعمي قبل وفاته. لم يشهد مع النبي (صلىاللهعليهوسلم) مشهدا لعلة أصابته. توفي في المدينة.
قال أبو عبيدة : فضل حسان الشعراء بثلاثة : كان شاعر الأنصار في الجاهلية وشاعر النبي في النبوة وشاعر اليمانيين في الإسلام.
وقال المبرد في الكامل : أعرق قوم في الشعراء آل حسان فإنهم يعدون ستة في نسق كلهم شاعر وهم : سعيد بن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام.