الثاني : لالتقاء الساكنين لأنّك إذا نطقت بالسّاكن الأوّل صار كالموقوف عليه فإذا أردت النطق بالثاني كنت كالمبتدئ به والابتداء بالساكن ممتنع.
فصل : والأصل في التحريك لالتقاء الساكنين الكسر لأربعة أوجه :
أحدها : أنّ الكسرة علامة الجر والسكون علامة الجزم والجرّ والجزم نظيران إذ الجرّ مختصّ بالأسماء والجزم بالأفعال فعند الحاجة إلى تحريك المجزوم حرّك بحركة نظيره ثم حمل بقيّة السواكن عليه لاتّفاقهما في السكون.
والثاني : أنّ الكسرة أقلّ من الضمّة والفتحة ؛ لأنّهما يكونان في الأسماء والأفعال إعرابا وبناء ولا كسر في الأفعال ولا فيما لا ينصرف من الأسماء والحمل على الأقلّ عند الحاجة أولى.
والثالث : أنّ الضمة ثقيلة جدا والفتحة قريبة من السكون جدا والكسر وسط بينهما.
والرابع : أنّ الفعل يدخله الضمّ والفتح مع الاختيار فكسر عند الاضطرار لتكمّل له الحركات.
فصل : وتحريك أحد السّاكنين أولى من حذفه ؛ لأن الضرورة تندفع به مع بقاء حروف الكلمة والحذف ينقصها فلا يصار إليه إلا للضرورة.
فصل : والأصل تحريك الساكن الأوّل ؛ لأنه به يتوصّل إلى النطق بالثاني : فهو كهمزة الوصل وقال قوم الأصل تحريك ما هو طرف الكلمة أوّل الساكنين كان أو ثانيهما ؛ لأن الأواخر مواضع التغيير ؛ ولذلك كان الإعراب آخرا.