فصل : في هلمّ قولان :
أحدهما : هي اسم للفعل فلا يظهر فيه علم التثنية والجمع والتأنيث وبها جاء القرآن قال الله عزوجل : (هَلُمَّ شُهَداءَكُمُ) [الأنعام : ١٥٠] وفي آية أخرى : (وَالْقائِلِينَ لِإِخْوانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنا) [الأحزاب : ١٨].
والقول الثاني : هي فعل تظهر فيه علامة التثنية والجمع والتأنيث نحو : هلمّا وهلّموا وهلّمي ، وأمّا جماعة النسوة فالجيد فيها هلممن ، وقد قيل غير ذلك ولا يعرّج عليه.
فإذا جعلت اسما للفعل فمعناها احضروا أو أقبلوا وهي مركّبة إذا كانت فعلا من ها ولمّ فأصلها هاالمم فحذفت ألفها وهمزة الوصل فلزم الإدغام لمّا تحركت اللام وبنيت إذا كانت اسما لوقوعها موقع المبنيّ وفتحت لطول الكلمة وثقل الضمّ للإدغام.
فصل : ومن أسماء الفعل ها بمعنى خذ وفيها لغات :
إحداها : هاء بهمزة مفتوحة للمذكر وفي المؤنث هاء وفي التثنية هاءا وفي الجمع هاؤوا ومنه قوله : (هاؤُمُ اقْرَؤُا) [الحاقة : ١٩].
واللّغة الثّانية : ها بغير همز في كلّ حال.
والثّالثة : هاك فيجعل مكان الهمزة كافا وبنيت لوقوعها موقع الأمر.
فصل : وأما هيت فاسم للفعل ومعناه هيت لك فبني لوقوعه موقع الفعل الماضي ، وقيل : لوقوعه موقع الجملة ، وقيل : هو مقدّر بمبتدأ وخبر أي أنا متهيّئة لك ، وقيل : هو واقع موقع الأمر أي ايتني.
فصل : وأما هات ففعل صريح يقال هاتا يهاتي مهاتاة مثل رامى وحامى.
فصل : وأمّا هنا فاسم للمكان الحاضر ، وقد تستعمل في الزمان مجازا كقوله تعالى : (هُنالِكَ دَعا زَكَرِيَّا رَبَّهُ) [آل عمران : ٣٨] فإذا دخلت عليها الكاف صار للمكان البعيد ؛ لأن الحاضر يعرفه المخاطب ، وإذا لم يعرفه كان بعيدا وصار بمنزلة هذا ، فإن زدت اللام فقلت هنالك كان أبعد كما ذكر في ذلك وإنّما بنيت هنا لتضمّنها معنى حرف الإشارة.