أحدها : أنّ الاسم يبدل منها كقولك : كيف زيد أصحيح أم مريض والاسم لا يبدل إلّا من الاسم.
والثاني : أنّ الاسم يجاب به عنها كقولك : كيف زيد فتقول صحيح ولو كانت حرفا لما أجيب عنها إلا بالحرف.
والثالث : التقسيم وهو أن يقال لو كانت حرفا لما تمّ الكلام بها مع اسم واحد مع أنها ليست حرف نداء ولو كانت فعلا لما وليها الفعل من غير حاجز بينهما ، وقد وليها كقولك : كيف صنعت فتعيّن أن تكون اسما ؛ لأنه الأصل.
فصل : وأمّا أيّان فهي بمعنى متى وبنيت لتضمّنها معنى حرف الاستفهام وفتح آخرها ؛ لأنه أخفّ بعد الياء والألف التي بينهما حاجز غير حصين.
فصل : وأمّا الآن فاسم لدخول الجار عليها كقولك : من الآن وإلى الآن وكذلك الألف واللام.
وقال الفرّاء : هي فعل وهذا بعيد ؛ لأنها لو كانت فعلا لم تدخل عليها اللام ولا عبرة باليجدّع واليتقصّع لشذوذهما ولأنه لو كان فعلا لكان فيه ضمير الفاعل ولا يصح تقدير ذلك فيه وهي اسم للوقت الحاضر وقال قوم الآن حدّ ما بين الزمانين أي طرف الماضي وطرف المستقبل ، وقد يتجوز بها عمّا قرب من الماضي ويقرب من المستقبل وألفها منقلبة عن ياء ؛ لأنها من آن يأين إذا قرب ، وقيل : أصلها أو ان فقلبت الواو ألفا ثم حذفت لالتقاء الساكنين وهذا بعيد ؛ لأن الواو قبل الألف لا تقلب كالجواد والسّواد واتفقوا على بنائها فعلى قول الفرّاء هي فعل ماض فلا ريب في بنائها.
واختلف الباقون في علّة البناء ، فقال المبرّد وابن السرّاج : خالفت نظائرها ؛ لأنها نكرة في الأصل استعملت من أوّل وضعها بالألف واللام وباب اللام أن تدخل على النكرة. وقال الزجاج : بنيت لتضمّنها معنى حرف الإشارة ؛ لأن المعنى في قولك : فلان يصلّي الآن أي في هذا الوقت. وقال أبو عليّ : بنيت لتضمّنها معنى لام التعريف ؛ لأنها استعملت معرفة وليست علما والألف واللام فيها زائدتان.