إذا العجوز غضبت فطلّق |
|
ولا ترضّاها ولا تملّق |
وقال آخر (١) : [الطويل]
وتضحك مني شيخة عبشميّة |
|
كأن لم ترى قبلي أسيرا يمانيا |
ومن الياء من الوافر (٢) :
ألم يأتيك والأنباء تنمي |
|
بما لاقت لبون بني زياد |
ووجه ذلك أنّه أخرج الأفعال على الأصل وجعل الجزم في الحركات المستحقّة في الأصل وقال قوم لا مات هذه الأفعال محذوفة بالجزم والجروف الموجودة الآن فاشية عن إشباع الحركات فأمّا فاعل يأتيك في البيت الأخير فقيل هو مضمر دلّ عليه ما قبله ، وقيل : فاعله بما لاقت والباء زائدة.
فصل : وقد حذف الإعراب في الشعر ورويت في ذلك أبيات منها : [الرجز]
لما رأى أن لادعه ولا شبع |
|
مال إلى أرطأة حقف فأضطجع |
وقول الآخر : [الرجز]
إذا اعوججن قلن صاحب قوّم
__________________
(١) البيت من شعر عبد يغوث الحارثي : (٤٣ ق. ه / ٥٨٠ م) وهو عبد يغوث بن صلاءة ، وقيل عبد يغوث بن الحارث.
شاعر جاهلي يماني وفارس شجاع وسيد لقومه من بني الحرث بن كعب وكان قائدهم في يوم الكلاب الثاني. وهو من أهل بيت عريق في الشعر في الجاهلية والإسلام منهم : اللجلاج الحارثي ، ومسهر بن يزيد بن عبد يغوث ، وجعفر بن علبه.
وهو صاحب القصيدة التي مطلعها : ألا لا تلوماني كفى اللوم ما بيا. ويقال أنه أسر يوم الكلاب الثاني وخير كيف يرغب أن يموت فاختار أن يشرب الخمر صرفا ويقطع عرقه الأكحل ، فمات نزفا.
(٢) البيت من شعر قيس بن زهير : (١٠ ه / ٦٣١ م) وهو قيس بن زهير بن جذيمة بن رواحة العبسي.
كان فارسا شاعرا داهية يضرب به المثل (فيقال : أدهى من قيس) وهو أمير عبس وأحد السادة القادة في عرب العراق كان يلقب بقيس الرأي لجودة رأيه وله شعر جيد فحل زهد في أواخر عمره فرحل إلى عمان وما زال إلى أن مات فيها.
وهو صاحب الحروب بين عبس وذبيان وأصلها أن قيسا تراهن على السباق بفرسه داحس مع حذيفة بن بدر فجعل بنو فزارة كمينا ، فلطموا داحسا وأخذوا رهان الإبل فقالت عبس أعطونا جزورا فإنا نكره القالة في العرب فأبوا ذلك. فما هي إلا أيام حتى أغار قيس عليهم فلقي عوف بن بدر فقتله وأخذ إبله ... ثم اشتعلت الحرب سنين طويلة حتى ضرب بها المثل.