وأمّا دخولها في الأمر ففي كلّ فعل سكّن فيها ما بعد حرف المضارعة ؛ فإنّ همزة الوصل تدخل عليه ليبقى الحرف على سكونه نحو : اضرب واركب واقرب ، فأمّا نحو : قم وعد فلم يحتج إلى الهمزة ؛ لأنه لمّا تحرّك في المضارع نحو يقوم ويعد بقي متحرّكا في الأمر.
فصل : إذا دخلت همزة الاستفهام على همزة الوصل حذفت همزة الوصل ؛ لأن السّاكن يمكن النّطق به بعد الاستفهام فلا حاجة إلى الهمزة الأخرى وكانت همزة الاستفهام أولى ؛ لأنها دخلت لمعنى فأمّا همزة لام التّعريف فلا تحذفها همزة الاستفهام ؛ لأنها لو حذفت لصار لفظه لفظ الخبر ولم يقرّ الهمزة على لفظها ؛ لأنها ساكنة ولام التعريف ساكنة فلم تجتمعا ولكنّها تبدل ألفا ؛ لأن الألف فيها مدّ يصحّح وقوع الساكن بعدها ومنه قوله تعالى : (آللهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ) [النمل : ٥٩].