قيل : حركة الإعراب لازمة وإنّما تحذف في الوقف وهو عارض والأصل الوصل فأمّا الحركة العارضة على التحقيق فلا يقلب الحرف لها كقولك : (ولو انّهم) في لو أنّهم. (ولا تنسوا الفلل الفضل بينكم) و (لترونّها). (فَإِمَّا تَرَيِنَّ).
مسألة : إذا تحرّكت الواو والياء وانكسر ما قبلهما أو انضمّ نحو : عوض وسور لم تنقلبا ؛ لأن شرط انقلابها قد فقد وهو انفتاح ما قبلهما لينقلبا ألفا غذ لا فائدة في انقلابهما إلى الياء والواو المجانسين لحركة ما قبلهما ولأنّ القلب يفضي بهما إلى مثلهما.
مسألة : إنّما صحّت الواو والياء في الغليان والنّزوان لوجهين :
أحدهما : أنّ ذلك يفضي إلى حذف إحدى الألفين لاجتماعهما فيبقى اللفظ النزان والغلان فيلتبس بما نونه أصل كالأمان والضّمان وكذلك الصّميان.
والثاني : أنّ هذا البناء لا يشبه أبنية الفعل والتّغيير بابه الأفعال فما لا يشبهه يخرج على الأصل ، وأمّا الطّوفان والجولان ممّا عينه معتلّة فصحّت لوجهين :
أحدهما : أنّ هذا البناء قريب من باب الغليان والنّزوان فحملت الصّحة عليه للوجهين المذكورين.
والثاني : أنّ الواو لو قلبت ألفا لاشتبه فعلان بفاعال فاجتنب لذلك.
مسألة : إنّما صحّت الواو والياء في غزوا ورميا لئلا تنقلب ألفا فتحذف إحدى الألفين فيصير كلفظ فعل الواحد.
مسألة : إنّما صحّت الواو في اجتوروا وبابه ؛ لأنه في حكم تجاوروا إذ لا فرق بينهما في المعنى ولا موجب للقلب في تجاوروا فحمل اجتوروا عليه وهكذا حول وعور ؛ لأن الاصل احول واعورّ ، وهذا لم توجد فيه علّة القلب فكان التصحيح دليلا على هذا الأصل.
مسألة : إنّما صحّت الواو في خونه وحوكة لوجهين :
أحدهما : أنّ تاء التأنيث بعدّته من شبه الفعل فخرج على الأصل.
والثاني : أنّ ذلك أخرج على الأصل تنبيها على أنّ أصل الباب كلّه التصحيح وعلى ذلك جاء استحوذ ووجهه ، وقد قالوا : حاكه وخانه ، فأجروه على القياس.