يسم عملا ؛ لأن الفعل من العمل وكان يقع على كل حركة وعزم ؛ ولهذا يقول من بنى حائطا : قد عملت ، وقد فعلت ، وإذا تكلم قال : قد فعلت ، ولا يقال : عملت.
وسمي القسم الثالث : (حرفا) (١) ؛ لأن حرف كل شيء طرفه ، والأدوات بهذه المنزلة ؛ لأن معانيها في غيرها فهي طرف لما معناها فيه.
فصل : وللاسم (٢) حد عند المحققين ؛ لأنه لفظ يقع فيه اشتراك والقصد من الحد تمييز المحدود عما يشاركه.
فصل : ومن أقرب حد حد به : أنه كل لفظ دل على معنى مفرد في نفسه ، وقال قوم : هو كل لفظ دل على معنى في نفسه غير مقترن بزمان محصل دلالة الوضع.
فصل : واشتقاقه عند البصريين من : (سما يسمو) إذا علا ، فالمحذوف منه (لامه) ؛ لأن المحذوف يرجع إلى موضع اللام في جميع تصاريفه نحو : سميت وأسميت ، وسمّى وسميّ ،
__________________
ـ للحرف نحو لات وربت وثمت وأما تسكينها مع رب وثم فقليل نحو ربت وثمت ويمتاز أيضا بياء أفعلي والمراد بها ياء الفاعلة وتلحق فعل الأمر نحو اضربي والفعل المضارع نحو تضربين ولا تلحق الماضي.
وإنما قال المصنف يا افعلى ولم يقل ياء الضمير لأن هذه تدخل فيها ياء المتكلم وهي لا تختص بالفعل بل تكون فيه نحو أكرمني وفى الاسم نحو غلامي وفى الحرف نحو إني بخلاف ياء افعلي فإن المراد بها ياء الفاعلة على ما تقدم وهي لا تكون إلا في الفعل ، ومما يميز الفعل نون أقبلن والمراد بها نون التوكيد خفيفة كانت أو ثقيلة فالخفيفة نحو قوله تعالى : (لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ) والثقيلة نحو قوله تعالى : (لَنُخْرِجَنَّكَ يا شُعَيْبُ.)
(١) قال ابن عقيل في شرحه على الألفية : الحرف يمتاز عن الاسم والفعل بخلوه عن علامات الأسماء وعلامات الأفعال ثم مثل بهل وفي ولم منبها على أن الحرف ينقسم إلى قسمين مختص وغير مختص فأشار بهل إلى غير المختص وهو الذي يدخل على الأسماء والأفعال نحو هل زيد قائم وهل قام زيد وأشار بفي ولم إلى المختص وهو قسمان مختص بالأسماء كفي نحو زيد في الدار ومختص بالأفعال كلم نحو لم يقم زيد.
(٢) اختلف عبارات النحويين في حد الاسم وسيبويه لم يصرح له بحد فقال بعضهم : الاسم ما استحق الاعراب في اول وضعه وقال آخرون : ما استحق التنوين في اول وضعه وقال آخرون : حد الاسم ما سما بمسماه فأوضحه وكشف معناه. وقال آخرون : الاسم كل لفظ دل على معنى مفرد في نفسه. ولم يدل على زمان ذلك المعنى وقال ابن السراج : هو كل لفظ دل على معنى في نفسه غير مقترن بزمان محصل وزاد بعضهم في هذا دلالة الوضع.