مسألة : يقال وتد بكسر التاء ثم تسكّن على مثال كتف وكتف ، ومنهم من يبدل التاء دالا ويدغمها لما تقدّم.
فصل في إبدال الجيم :
قد أبدلت من الياء السّاكنة في الشّعر وهو كالضرورة ، وعلّة ذلك : أنّها من مخرجها والجيم أبين منها ، وذلك كقول الشاعر : [الرجز]
يا ربّ إن كنت قبلت حجّتج |
|
فلا يزال شاحج يأتيك بج |
أقمر نهّات ينزّي وفرتج |
وأمّا قول الآخر :
خالي عويف وأبو علج |
|
المطعمان اللحم بالعشج |
وبالغداة فلق البرنج |
|
يقلع بالودّ وبالصيصج |
فإنّه قدّر الوقف على الياء فسكّنت ثمّ أبدلها جيما مشدّدة ثم كسر بعد ذلك ، والقياس أن لا تبدل المتحركة ؛ لأنها قويت وبانت بحركتها ، وأمّا الصّيصيّ فأصلها التخفيف ؛ لأن الواحد صيصة خفيفة الياء وإنّما شدّد على لغة من يشدّد في الوقف نحو هذا خالد ثم كسرها لما تقدّم ، وأمّا قول العجاج :
حتّى إذا ما أمسجت وأمسجا
فالأصل : أمست وأمسى فحذفت الألف من اللفظ الأوّل لسكونها وسكون التّاء بعدها ، فلمّا اضطرّ عاد إلى الأصل وهو الياء ولم يتركها متحركة ؛ لأن حكمها عند ذلك القلب فأبدلها جيما ليمكنه النطق بها فجمع بين أمرين :
أحدهما : ترك النطق بالياء المتحركة مع ما يقتضي قلبها.
وثانيهما الإتيان بحرف من جنس رويّ القصيدة ولا يلزم تغييره.