والجواب عن الأوّل : أنّ الإدغام امتنع لتحصنّ الأوّل بتحرّكه (١) ، لا لحاجز بينهما كما يتحصّن بحركته عن القلب نحو : (عوض).
والجواب عن الثاني : من وجهين :
أحدهما : أنّ حدوث الحرف عن الحركة كان لأنها تجانس الحرف الحادث فهى شرط لحدوثه وليست بعضا له ؛ ولهذا إذا حذف الحرف بقيت الحركة بحالها ، ولو كان الحادث تماما للحركة لم تبق الحركة ، ومن سمّى الحركة بعض الحرف أو حرفا صغيرا فقد تجوّز ؛ ولهذا لا يصحّ النطق بالحركة وحدها.
والثانى : لو قدّرنا أنّ الحركة بعض الحرف الحادث لم يمتنع أن يقارن الحرف الأوّل ، كما أنّه ينطق بالحرف المشدّد حرفا واحدا وإن كانا حرفين في التحقيق ، إلا أنّ الأوّل لمّا ضعف عن الثاني أمكن أن يصاحبه والحركة أضعف من الحرف الساكن فلم يمتنع أن يصاحب الحرف.
فصل : ويتعلّق بهذا الاختلاف مسألة أخرى ، وهي أنّ الحرف غير مجتمع من الحركات عند المحققين لوجهين :
أحدهما : أنّ الحرف أصله السكون ومحال اجتماع ساكن من حركات.
والثاني : أنّ الحرف له مخرج مخصوص والحركة لا تختصّ بمخرج ولا معنى لقول من قال : إنه يجتمع من حركتين ؛ لأن الحركة إذا أشبعت نشأ الحرف المجانس لها لوجهين :
أحدهما : ما سبق من أنّ الحركة ليست بعض الحرف.
والثاني : أنّك إذا أشبعت الحركة نشأ منها حرف تامّ وتبقى الحركة قبله بكمالها ، فلو كان الحرف حركتين لم تبق الحركة قبل الحرف.
فصل : وقد سبق أنّ المعرب بحقّ الأصل الاسم المتمكّن ، فأمّا الفعل المضارع ففيه اختلاف يذكر في باب الأفعال.
__________________
(١) أي : بحركة حرف اللام الواقع بعد الطاء.