فصل : ويتعلّق بهذا الكلام بيان خفّة النكرة وثقل الفعل (١) أمّا النكرة فإنها أخف إذا كان مدلولها معنى واحدا كقولك : (رجل) والسامع يدرك معنى هذا اللفظ بغير فكرة ، وأمّا (زيد) ونحوه من الأعلام فيتناول واحدا معيّنا يقع فيه الأشتراك فيحتاج إلى فواصل تميّزه.
فصل : وأمّا ثقل الفعل فظاهر ، وذلك أنّ لفظه يلزمه الفاعل والمفاعيل من الظرفين وغيرهما والمصدر والحال ، ويدلّ على حدث وزمان ويتصرّف تصرّفا تختلف به المعاني بخلاف الاسم ؛ فإنّه لا يدلّ إلا على معنى واحد.
فصل : وإنّما لم يجتمع التنوين والإضافة لوجهين :
أحدهما : أنّ التنوين في الأصل دليل التنكير والإضافة تعرّف أو تخصّص فلم يجمع بينهما لتنافي معنييهما.
والثاني : أنّ التنوين جعل دليلا على انتهاء الاسم والمضاف إليه من تمام المضاف ، فلو نوّن الأوّل لكان كإلحاق التنوين قبل منتهى الاسم وهذا معنى قولهم : التنوين يؤذن بالانفصال والإضافة تؤذن بالاتّصال فلم يجتمعا.
فصل : والكلام في غير المنصرف يستوفى بجميع أحكامه في باب ما لا ينصرف إن شاء الله.
__________________
(١) معنى ثقل الفعل أن مدلولاته ولوازمه كثيرة فمدلولاته الحدث والزمن ولوازمه الفاعل والمفعول والتصرف وغير ذلك ؛ فإذا تقرر هذا فالفرق بينهما غير معلوم من لفظهما فوجب أن يكون على ذلك دليل من جهة اللفظ والتنوين صالح لذلك لانه زيادة على اللفظ والزيادة ثقل في المزيد عليه والاسم يحتمل الثقل ، لأنه في نفسه خفيف والفعل في نفسه ثقيل فلا يحتمل التثقيل وهذا معنى ظاهر فكان الحكمة في الزيادة.