الله صلىاللهعليهوسلم ـ زعموا (١) ـ : «اللهمّ هذه قريش قد جاءت بخيلائها (٢) وفخرها تحادّك (٣) وتكذّب رسولك» (٤).
واستنصر المسلمون الله واستغاثوه ، فاستجاب الله لهم.
فنزل المشركون وتعبّئوا للقتال ، ومعهم إبليس في صورة سراقة المدلجي يحدّثهم أنّ بني كنانة وراءه قد أقبلوا لنصرهم.
قال : فسعى حكيم بن حزام إلى عتبة بن ربيعة فقال : هل لك أن تكون سيّد قريش ما عشت؟ قال [عتبة] (٥) : فأفعل ما ذا؟ قال : تجير بين الناس وتحمل دية ابن الحضرميّ ، وبما أصاب محمد في تلك العير ، فإنّهم لا يطلبون من محمد غيرها. قال عتبة : نعم قد فعلت ، ونعم ما قلت ، فاسع في عشيرتك فأنا أتحمّل بها. فسعى حكيم في أشراف قريش بذلك.
وركب عتبة جملا له ، فسار عليه في صفوف المشركين فقال : يا قوم أطيعوني ودعوا هذا الرجل ، فإن كان كاذبا ولي قتله غيركم (٦) من العرب فإنّ فيهم رجالا لكم فيهم قرابة قريبة ، وإنّكم إن تقتلوهم لا يزال الرجل ينظر إلى قاتل أخيه أو ابنه أو ابن أخيه أو ابن عمّه ، فيورث ذلك فيكم (٧) إحنا (٨) وضغائن. وإن كان هذا الرجل ملكا كنتم في ملك أخيكم. وإن كان نبيّا لم تقتلوا النّبيّ فتسبّوا به. ولن تخلصوا إليهم حتى يصيبوا أعدادهم منكم (٩) ،
__________________
(١) في ح : (فيما زعموا).
(٢) الخيلاء : الكبر والإعجاب.
(٣) تحادّك : تعاديك.
(٤) المغازي العروة ١٣٩.
(٥) إضافة عن المغازي لعروة.
(٦) في ع ، (ولي غيركم قتله من العرب).
(٧) في مغازي عروة «فيهم».
(٨) في هامش ح : الإحنة الحقد.
(٩) في الأصل ، ع : (حتى يصيبوا أعدادكم). وأثبتنا نص ح.