الحارث. فأبى وقال : إنّي كنت مسلما وإنّما استكرهوني.
قال : الله أعلم بشأنك إن يك ما تدّعي (١) حقّا فالله يجزيك بذلك. وأما ظاهر أمرك فقد كان علينا ، فافد نفسك.
وكان قد أخذ معه عشرون أوقية ذهبا. فقال : يا رسول الله احسبها لي من فدائي. قال : لا ، ذاك شيء أعطانا الله منك.
وقال عبد العزيز بن عمران الزّهري ، وهو ضعيف (٢) : حدّثني محمد ابن موسى ، عن عمارة [بن عمّار] (٣) أبي اليسر ، عن أبيه ، عن جدّه قال :
نظرت إلى العبّاس يوم بدر ، وهو قائم كأنّه صنم وعيناه تذرفان ، فقلت : جزاك الله من ذي رحم شرّاء ، تقاتل ابن أخيك مع عدوّه؟ قال : ما فعل ، أقتل؟ قلت : الله أعزّ له وانصر من ذلك. قال : ما تريد إليّ؟ قلت : إسار ، فإنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم نهى عن قتلك. قال : ليست بأوّل صلته. فأسرته.
وروى ابن إسحاق ، عن رجل ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس قال : بعثت قريش في فداء أسراهم. وقال العبّاس : إنّي كنت مسلما. فنزل فيه (إِنْ يَعْلَمِ اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ) (٤) قال العبّاس : فأعطاني الله مكان العشرين أوقيّة عشرين عبدا كلّهم في يده مال يضرب به ، مع ما أرجو من المغفرة.
__________________
(١) في ح : (تدّعيه).
(٢) قال عنه العقيلي : حديثه غير محفوظ ولا يعرف إلّا به. وقال البخاري : لا يكتب حديثه ، منكر الحديث. (الضعفاء الكبير ٣ / ١٣ ، ١٤) وانظر : الكامل في الضعفاء لابن عديّ ٥ / ١٩٢٤ ، والمغني في الضعفاء ٢ / ٣٩٩ وميزان الاعتدال للذهبي ٢ / ٦٣٢.
(٣) زيادة في اسمه من ع ، ح.
(٤) سورة الأنفال : من الآية ٧٠.