[٣١ ب] وقال البكّائيّ ، عن ابن إسحاق قال : كان من حديث أحد ، كما حدّثني الزّهري ، ومحمد بن يحيى بن حبّان ، وعاصم بن عمر ، والحصين بن عبد الرحمن ، وغيرهم ، كلّ قد حدّث بعض الحديث ، وقد اجتمع حديثهم كلّه فيما سقت في هذا الحديث عن يوم أحد ، أنّ كفّار قريش لما أصيب منهم أصحاب القليب ، ورجع فلّهم إلى مكة ، ورجع أبو سفيان ابن حرب بالعير ، مشى عبد الله بن أبي ربيعة ، وعكرمة بن أبي جهل ، وصفوان بن أميّة ، في رجال من قريش ممّن أصيب آباؤهم وأبناؤهم وإخوانهم [ببدر] (١) ، فكلّموا أبا سفيان ومن كان له في تلك العير تجارة ، فقالوا : يا معشر قريش ، إنّ محمدا قد وتركم (٢) وقتل خياركم ، فأعينونا بهذا المال على حربه لعلّنا ندرك منه ثأرا بمن أصاب منّا. فاجتمعوا لحرب رسول الله صلىاللهعليهوسلم حين فعل ذلك أبو سفيان وأصحاب العير بأحابيشها (٣) ومن أطاعها (٤) من قبائل كنانة وأهل تهامة.
وكان أبو عزّة الجمحيّ (٥) قد منّ عليه رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وكان ذا عيال وحاجة ، فقال : يا رسول الله ، إنّي فقير ذو عيال وحاجة ، فامنن عليّ. فقال له صفوان : يا أبا عزّة ، إنّك أمرؤ شاعر ، فأعنّا بلسانك فاخرج معنا ، فقال : إنّ محمدا قد منّ عليّ فلا أريد أن أظاهر عليه. قال (٦) بلى ، فأعنّا بنفسك ، فلك الله عليّ إن رجعت أن أعينك ، وإن أصبت أن
__________________
(١) إضافة عن السير والمغازي لابن إسحاق ٣٢٢.
(٢) وتركم : أي أصابكم بالوتر وهو الذحل. ووترت الرجل أفزعته وأدركته بمكروه.
(٣) الأحابيش : الجماعة من الناس ليسوا من قبيلة واحدة.
(٤) في السير لابن إسحاق ٣٢٣ «أطاعهم».
(٥) هو عمرو بن عبد الله. (سيرة ابن هشام ٣ / ١٤٨ ، الطبقات لابن سعد ٢ / ٤٣ ، تاريخ الطبري ٢ / ٥٠٠ ، البداية والنهاية ٤ / ١٠ ، عيون الأثر ٢ / ٣ ، السيرة الحلبية ٢ / ٢٢٩ وفي السير والمغازي لابن إسحاق «أبو عزيز».
(٦) في الأصل «قالوا» والتصحيح من السياق.