وأفراه ، حتى انتهى إلى نسوة في سفح جبل معهنّ دفوف لهنّ ، فيهنّ امرأة وهي تقول :
[٣٢ ب] نحن بنات طارق |
|
نمشي على النّمارق |
إن تقبلوا نعانق |
|
أو تدبروا نفارق |
فراق غير وامق (١)
قال : فأهوى بالسّيف إلى امرأة ليضربها ، ثم كفّ عنها. فلما انكشف القتال قلت له : كلّ عملك رأيت ما خلا رفعك السّيف على المرأة ثم لم تضربها. قال أكرمت سيف رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن أقتل به امرأة (٢).
وروى جعفر بن عبد الله بن أسلم ، مولى عمر ، عن معاوية بن معبد ابن كعب بن مالك أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال حين رأى أبا دجانة يتبختر : إنّها لمشية يبغضها الله إلّا في مثل هذا الموطن (٣).
وقال ابن إسحاق ، عن الزّهري وغيره ، إنّ رجلا من المشركين خرج يوم أحد ، فدعا إلى البراز ، فأحجم النّاس عنه حتى دعا ثلاثا ، وهو على جمل له ، فقام إليه الزّبير فوثب حتى استوى معه على بعيره ، ثم عانقه فاقتتلا فوق البعير جميعا ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : الّذي يلي حضيض الأرض (٤) مقتول. فوقع المشرك ووقع عليه الزّبير فذبحه. ثم إنّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم.
__________________
(١) النّمارق : جمع النمرقة وهي الطّنفسة أو الوسادة. والوامق : المحبّ. وراجع القول في : سيرة ابن هشام ٣ / ١٥١ والسير والمغازي لابن إسحاق ٣٢٧ ، تاريخ الطبري ٢ / ٥١٠ ، الطبقات الكبرى ٢ / ٤٠ ، الروض الأنف ٣ / ١٦١ ، نهاية الأرب للنويري ١٧ / ٩٠ ، عيون الأثر ٢ / ٢٥ وغيره ، ففيها اختلاف ونقص.
(٢) سيرة ابن هشام ٣ / ١٥٢ الطبري ٢ / ٥١١.
(٣) سيرة ابن هشام ٣ / ١٥٠ ، الطبري ٢ / ٥١١.
(٤) حضيض الأرض : قرارها وسافلها.