نازلته فتركته متجدّلا (١) |
|
كالجذع بين دكادك وروابي (٢) |
لا تحسبنّ الله خاذل دينه |
|
ونبيّه يا معشر الأحزاب (٣) |
وحدثني أبو ليلى عبد الله بن سهل ، أنّ عائشة رضياللهعنها كانت في حصن بني حارثة يوم الخندق ، وكانت أمّ سعد بن معاذ معها في الحصن ، فمرّ سعد وعليه درع مقلّصة (٤) قد خرجت منها (٥) ذراعه كلّها ، وفي يده حربة يرفل (٦) بها ويقول :
لبّث قليلا يشهد الهيجا حمل |
|
لا بأس بالموت إذا حان الأجل (٧) |
فقالت له أمّه : الحق أي بنيّ فقد أخّرت. قالت عائشة : فقلت لها يا أمّ سعد لوددت أنّ درع سعد كانت أسبغ (٨) مما هي. فرمي سعد بسهم قطع منه الأكحل (٩) رماه ابن العرقة ، (١٠) ، فلما أصابه قال : خذها منّي وأنا ابن العرقة. فقال له سعد : عرّق الله وجهك في النّار ، اللهمّ إن كنت أبقيت من حرب قريش شيئا فأبقني لها فإنّه لا قوم أحبّ إليّ (١١) أن أجاهدهم فيك من
__________________
(١) في السيرة «فصددت حين تركته متجدّلا».
(٢) الدكادك : جمع دكداك وهو من الرمل ما تكبّس واستوى.
(٣) في السيرة بيت رابع لم يرد هنا.
(٤) الدرع المقلّصة : المجتمعة المنضمّة. يقال قلّصت الدرع وتقلصت.
(٥) في الأصل : منه. وما أثبتناه عن السيرة ٣ / ٢٦٤ وتاريخ الطبري ٢ / ٥٧٥.
(٦) يرفل : يجرّ ذيله ويتبختر. وفي تاريخ الطبري ٢ / ٥٧٥ «ويرقد».
(٧) قال السهيليّ في الروض الأنف ٣ / ٢٨٠ «هو بيت تمثّل به ، يعني به حمل بن سعدانة بن حارثة بن معقل بن كعب بن عليم بن جناب الكلبي».
(٨) أسبغ : أكمل.
(٩) الأكحل : عرق في اليد أو هو عرق الحياة.
(١٠) ابن العرقة : هو حبّان بن قيس بن العرقة ، والعرقة هي قلابة بنت سعيد بن سعد بن سهم تكني أم فاطمة ، سمّيت العرقة لطيب ريحها. (الروض الأنف ٣ / ٢٨٠).
(١١) في الأصل ، أحبّ إليّ من أن أجاهدهم. والمثبت عن السيرة ٣ / ٢٦٤ ، وتاريخ الطبري ٢ / ٥٧٥.