ضعفاؤهم؟ قلت بل ضعفاؤهم. قال : [٨٦ ب] فيزيدون أو ينقصون؟ قلت : بل يزيدون. قال : فهل يرتدّ أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه ، قلت : لا قال : فهل يغدر؟ قلت : لا ، ونحن الآن منه في مدّة ـ يشير إلى المدّة التي قاضاهم النّبيّ صلىاللهعليهوسلم عليها يوم الحديبيّة وآخرها يوم الفتح ـ ونحن نخاف منه أن يغدر ، ولم يمكني كلمة أدخل فيها شيئا أنتقصه بها ، لا أخاف أن تؤثر عنّي غيرها. قال : فهل قاتلتموه وقاتلكم؟ قلت : نعم. قال : فكيف حربكم وحربه؟ قلت : كانت دولا وسجالا ، يدال علينا المرّة ويدال عليه الأخرى قال : فما ذا يأمركم به؟ قلت : يأمرنا أن نعبد الله ، ولا نشرك به شيئا ، وينهانا عمّا كان يعبد آباؤنا ، ويأمرنا بالصلاة والصّدق والعفاف والوفاء بالعهد وأداء الأمانة.
قال : فقال لترجمانه قل له : إنّي سألتك عن نسبه فيكم ، فزعمت أنّه ذو نسب ، وكذلك الرّسل تبعث في نسب قومها. وسألتك : هل قال هذا القول أحد قبله ، فزعمت أن لا ، فقلت : لو كان أحد منكم قال هذا القول قبله لقلت : رجل يأتمّ بقول قد قيل قبله. وسألتك : هل كنتم تتّهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال ، فزعمت أن لا ، فعرفت أنّه لم يكن ليدع الكذب على النّاس ويكذب على الله. وسألتك : هل كان من آبائه من ملك ، فزعمت أن لا ، فقلت : لو كان من آبائه ملك قلت رجل يطلب ملك آبائه. وسألتك أشراف النّاس يتبعونه أو ضعفاؤهم ، فزعمت أنّ ضعفاءهم اتّبعوه ، وهم أتباع الرّسل.
وسألتك : هل يزيدون أو ينقصون ، فزعمت أنّهم يزيدون ، وكذلك الإيمان حتى يتمّ. وسألتك : هل يرتدّ أحد سخطة (١) لدينه بعد أن يدخل فيه ، فزعمت أن لا ، وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب لا يسخطه
__________________
(١) سخطة لدينه : كراهة له وعدم الرضا به.