يخرج من ظهري. فقالوا : أطعناك. ثم قال مالك للناس : إذا رأيتموهم فاكسروا جفون سيوفكم (١) ، ثم شدّوا شدّة رجل واحد (٢).
وقال الواقديّ (٣) : سار رسول الله صلىاللهعليهوسلم من مكة لستّ خلون من شوّال ، في اثني عشر ألفا. فقال أبو بكر : لا نغلب اليوم من قلّة. فانتهوا إلى حنين ، لعشر خلون من شوال. وأمر النبيّ صلىاللهعليهوسلم أصحابه بالتعبئة ووضع الألوية والرّايات في أهلها. وركب بغلته ولبس درعين والمغفر والبيضة. فاستقبلهم من هوازن شيء لم يروا مثله من السّواد والكثرة ، وذلك في غبش الصبح. وخرجت الكتائب من مضيق الوادي وشعبه. فحملوا حملة واحدة ، فانكشفت خيل بني سليم مولّية ، وتبعهم أهل مكة ، وتبعهم الناس.
فجعل رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «يا أنصار الله ، وأنصار رسوله ، أنا عبد الله ورسوله». وثبت معه يومئذ : عمّه العباس ، وابنه الفضل ، وعليّ بن أبي طالب ، وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطّلب ، وأخوه ربيعة ، وأبو بكر ، وعمر ، وأسامة بن زيد ، وجماعة (٤).
وقال يونس ، عن ابن إسحاق : حدّثني أميّة بن عبد الله بن عمرو بن عثمان ، أنه حدّث أنّ مالك بن عوف بعث عيونا ، فأتوه وقد تقطّعت أوصالهم. فقال : ويلكم ، ما شأنكم؟ فقالوا : أتانا رجال بيض على خيل بلق ، فو الله ما تماسكنا أن أصابنا ما ترى. فما ردّه ذلك عن وجهه أن مضى على ما يريد (٥). منقطع.
__________________
(١) جفن السيف : غمده.
(٢) تهذيب تاريخ دمشق ٥ / ٢٢٩ ، ٢٣٠ ، تاريخ الطبري ٣ / ٧١ ، ٧٢ ، الأغاني ١٠ / ١٠ ، ٣١ ، سيرة ابن هشام ٤ / ١٢٢ ، نهاية الأرب ١٧ / ٣٢٤ ، ٣٢٥ ، معجم البلدان ١ / ٢٨١.
(٣) المغازي (٣ / ٨٨٩ وما بعدها).
(٤) انظر سيرة ابن هشام ٤ / ١٢٤ ، الطبري ٣ / ٧٤ ، المغازي لعروة ٢١٥ ، طبقات ابن سعد ٢ / ١٥٠ ، ١٥١ نهاية الأرب ١٧ / ٣٢٨.
(٥) المغازي للواقدي ٣ / ٨٩٢ ، تاريخ الطبري ٣ / ٨٢ ، سيرة ابن هشام ٤ / ١٢٢.