فبيّن لنا إن كنت لست بفاعل |
|
على أيّ شيء غير ذلك دلّكا |
على خلق لم ألف أمّا ولا أبا (١) |
|
عليه وما تلفي عليه أخا (٢) لكا |
فإن أنت لم تفعل فلست بآسف |
|
ولا قائل إمّا عثرت : لعا لكا |
سقاك بها المأمون كأسا رويّة |
|
فأنهلك المأمون منها وعلّكا |
فلما أتيت بجيرا كره أن يكتمها رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأنشده إيّاها. فقال لما سمع «[سقاك] (٣) بها المأمون» : «صدق وإنّه لكذوب». ولما سمع : «على خلق لم تلف أمّا ولا أبا عليه». قال : «أجل لم يلف عليه أباه ولا أمّه».
ثم قال بجير لكعب :
من مبلغ كعبا فهل لك في الّتي |
|
تلوم عليها باطلا وهي أحزم |
إلى الله ـ العزّى ولا اللّات ـ وحده |
|
فتنجو إذا كان النّجاء وتسلم |
لدى يوم لا ينجو ولست بمفلت |
|
من النّاس إلّا طاهر القلب مسلم |
فدين زهير وهو لا شيء دينه |
|
ودين أبي سلمى عليّ محرّم |
فلما بلغ كعبا الكتاب ضاقت عليه الأرض بما رحبت ، وأشفق على نفسه ، وأرجف به من كان في حاضره من عدوّه فقالوا : هو مقتول. فلما لم يجد من شيء بدّا قال قصيدته ، وقدم المدينة (٤).
وقال إبراهيم بن ديزيل ، وغيره ، ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ، ثنا الحجّاج بن ذي الرقيبة بن عبد الرحمن بن كعب بن زهير بن أبي سلمى
__________________
(١) في الأصل ، ح وسيرة ابن هشام : «على خلق لم ألف يوما أبا له». وفي ع : «على خلق لم ألف أما ولا أبا له». والحرف الأخير زيادة لا يستقيم معها وزن الشعر ، وهو على التحقيق من أوهام النسخ. وقد أثبتنا رواية (ع) بعد حذف هذه الزيادة لاتفاقها مع ما يرد بعد ذلك في سياق الخبر ، ولأنها ، بعد ، رواية الديوان.
(٢) في النسخ الثلاث والسيرة لابن هشام : «أبا» ، والوجه ما أثبتناه من رواية الديوان.
(٣) سقطت من الأصل ، ع ، وأثبتناها من ح.
(٤) الخبر في سيرة ابن هشام ٤ / ١٥٧ ، ١٥٨ ، والشعر والشعراء لابن قتيبة ١ / ٨٠ ، والأغاني ١٧ / ٨٦ ، وإمتاع الأسماع للمقريزي ٤٩٤ وانظر ديوان كعب بن زهير.