وقال فيه غير الضحّاك : ما أسرع ما نسوا ، لقد صلّى على سهيل بن بيضاء في المسجد.
* * *
وفيها : توفي زيد بن سعنة ، بالياء [وبالنون] (١) ، وبالنّون أشهر ، وهو أحد الأحبار (٢) الذين أسلموا. وكان كثير العلم والمال. وخبر إسلامه رواه الوليد بن مسلم ، عن محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام ، عن أبيه ، عن جدّه عبد الله ، قال : لما أراد الله هدي زيد بن سعنة ، قال : ما من علامات النبوّة شيء إلّا وقد عرفتها في (١٢١ أ] وجه محمد حين نظرت إليه ، إلّا شيئين لم أخبرهما منه : يسبق حلمه جهله ولا يزيده شدّة الجهل إلّا حلما. وذكر الحديث بطوله. وهو في الطّوالات للطّبرانيّ (٣). وآخره (٤) : فقال زيد : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنّ محمدا عبده ورسوله. وآمن به وتابعه ، وشهد معه مشاهد. وتوفّي في غزوة تبوك مقبلا غير مدبر. والحديث غريب ، من الأفراد (٥).
* * *
قال أبو عبيدة معمر بن المثنّى : وفيها قتلت فارس ملكهم شهرا برز (٦) بن شيرويه ، وملّكوا عليهم بوران بنت كسرى (٧). وبلغ ذلك النّبيّ صلىاللهعليهوسلم فقال : «لن يُفْلِحَ قومٌ وَلَّوْا أَمْرَهم امرأة» (٨).
__________________
(١) سقطت من الأصل ، والمثبت من : (ع) و (ح).
(٢) في الأصل «الأجناد» ، والتصحيح من (ع) و (ح) ، والاستيعاب ١ / ٥٦٣ ، والإصابة ١ / ٥٦٦ رقم ٢٩٠٤.
(٣) في المعجم الكبير ٥ / ٢٥٣ ـ ٢٥٥ رقم ٤٨٩.
(٤) في الأصل «وأخبره» ، والتصحيح من (ع) و (ح).
(٥) في هامش ح : «هو في صحيح ابن حبان». انظر : صحيح ابن حبان ، رقم (٢١٠٥) ، وأخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين ٣ / ٦٠٤ ، ٦٠٥ وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه ، وهو من غرر الحديث. وقد تعقّبه الذهبي بقوله في تلخيص المستدرك ٣ / ٦٠٥. «وما أنكره وأركّه لا سيما قوله : مقبلا غير مدبر ، فإنه لم يكن في غزوة تبوك قتال».
(٦) هكذا في جميع النسخ. وفي تاريخ خليفة «شهربراز».
(٧) تاريخ خليفة ٩٣.
(٨) أخرجه البخاري في كتاب المغازي (٥ / ١٣٦) باب كتاب النّبيّ صلىاللهعليهوسلم إلى كسرى وقيصر. وفي