وفيها : توفّي عبد الله بن سعد بن سفيان الأنصاريّ ، من بني سالم بن عوف. كنيته أبو سعد (١). شهد أحدا والمشاهد. وتوفّي منصرف النّبيّ صلىاللهعليهوسلم من تبوك. فيقال : إنّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم كفّنه في قميصه (٢).
* * *
وفيها : في هذه المدّة : توفّي زيد بن مهلهل بن زيد (٣) أبو مكنف الطّائيّ ، فارس طيِّئ. وهو أحد المؤلّفة قلوبهم. أعطاه النّبيّ صلىاللهعليهوسلم مائة من الإبل ، وكتب له بإقطاع. وكان يدعى زيد الخيل ، فسمّاه رسول الله صلىاللهعليهوسلم زيد الخير. ثم إنه رجع إلى قومه فقال النّبيّ صلىاللهعليهوسلم : «إن ينج زيد من حمّى المدينة». فلما انتهى (٤) إلى نجد أصابته الحمّى ومات (٥).
وفيها : حجّ بالناس أبو بكر الصدّيق ، بعثه النّبيّ صلىاللهعليهوسلم على الموسم في أواخر ذي القعدة ليقيم للمسلمين حجّهم. فنزلت (براءة) (٦) إثر خروجه (٧).
* * *
وفي أوّلها نقض ما بين النّبيّ صلىاللهعليهوسلم وبين المشركين من العهد الّذي كانوا عليه. قال ابن إسحاق : فخرج عليّ ، رضياللهعنه ، على ناقة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، العضباء ، حتى أدرك أبا بكر بالطريق. فلما رآه أبو بكر قال : أمير أو مأمور؟ قال : لا ، بل مأمور. ثم مضيا. فأقام أبو بكر للناس حجّهم ، حتّى إذا كان يوم النّحر ، قام عليّ عند الجمرة فأذّن في الناس بالذي أمره رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال : أيها النّاس ، إنه لا يدخل الجنّة إلّا نفس مسلمة ، ولا يحجّ بعد
__________________
= الفتن (٨ / ٩٧) باب : حدّثنا عثمان بن الهيثم ، وأحمد في المسند ٥ / ٤٣ و ٥١ و ٦ / ٣٨ و ٤٧.
(١) في الأصل «أبو سعيد» ، والتصحيح من (ع) و (ح) ، ومن ترجمته في : أسد الغابة ٣ / ٢٦١.
(٢) الإصابة ٢ / ٣١٨ رقم ٤٧١٢.
(٣) في جميع النسخ «يزيد» ، والتصحيح من : أسد الغابة ٢ / ٣٠١ ، وتجريد أسماء الصحابة ١ / ٢٠٢ ، والإصابة ١ / ٥٧٢ رقم ٢٩٤١.
(٤) في الأصل «وصل» ، والمثبت من (ع) و (ح).
(٥) الإصابة ١ / ٥٧٣.
(٦) أول سورة التوبة.
(٧) تاريخ الطبري ٣ / ١٢٢ ، طبقات ابن سعد ٢ / ١٦٨ ، سيرة ابن هشام ٤ / ١٨٦.