العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان. ومن كان له عهد عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم فهو له إلى مدّته. وأجّل الناس أربعة أشهر من يوم أذّن فيهم ، ليرجع كلّ قوم إلى مآمنهم من بلادهم. ثمّ لا عهد لمشرك (١).
وقال عقيل ، عن الزّهري ، عن حميد بن عبد الرحمن ، أنّ أبا هريرة قال : بعثني أبو بكر في تلك الحجّة في مؤذّنين بعثهم يوم النّحر يؤذّنون بمنى أن لا يحجّ بعد هذا العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان.
قال حميد بن عبد الرحمن : ثم أردف النّبيّ صلىاللهعليهوسلم بعليّ بن أبي طالب فأمره أن يؤذّن ببراءة. قال : فأذّن معنا عليّ في أهل منى يوم النّحر ببراءة ، أن لا يحجّ بعد [١٢١ ب] العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان. أخرجه البخاريّ (٢). وأخرجاه من حديث يونس ، عن الزهريّ (٣).
وقال سفيان بن حسين ، عن الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عباس : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعث أبا بكر وأتبعه عليّا. فذكر الحديث. وفيه : فكان عليّ نادي بها ، فإذا بحّ قام أبو هريرة فنادى بها.
وقال أبو إسحاق السّبيعي ، عن زيد بن يثيع (٤) ، قال : سألنا عليّا رضياللهعنه : بأيّ شيء بعثت في ذي الحجّة؟ قال : بعثت بأربع : لا يدخل الجنّة
__________________
(١) سيرة ابن هشام ٤ / ١٨٨ ، وانظر المغازي للواقدي ٣ / ١٦٨ ، ١٦٩.
(٢) في كتاب الصلاة (١ / ٩٧) باب ما يستر من العورة ، وكتاب تفسير القرآن ، سورة براءة (٥ / ٢٠٢) باب قوله (فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللهِ) .. ، وباب قوله (وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ) ..
(٣) البخاري في كتاب الحج (٢ / ١٦٤) باب لا يطوف بالبيت عريان ولا يحجّ مشرك ، ومسلم في كتاب الحج (١٣٤٧) باب لا يحجّ البيت مشرك ولا يطوف بالبيت عريان ، وبيان يوم الحجّ الأكبر. وأبو داود في المناسك (١٩٤٦) باب يوم الحج الأكبر. والترمذي في الحج (٨٧٢) باب ما جاء في كراهية الطواف عريانا ، من طريق سفيان بن عيينة ، عن أبي إسحاق ، عن زيد بن أثيع قال : «سألت عليّا ..». وأحمد في المسند ١ / ٣ و ٧٩ و ٢ / ٢٩٩ من طريق الشعبي ، عن محرر بن أبي هريرة أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : كنت مع عليّ ... ، وخليفة في تاريخه ٩٣.
(٤) يثيع أو أثيع : رجل من همدان.