أشراط الساعة في الكتاب
جاء في الذكر الحكيم أمور يستظهر منها أنّها من أشراط الساعة ، والآيات الواردة في هذا المجال بين واضحة الدلالة وغيرها.
أ ـ بعثة النبي الأكرم
يقول سبحانه : (فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ ، أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها ، فَأَنَّى لَهُمْ إِذا جاءَتْهُمْ ذِكْراهُمْ) (١).
إنّ هذه الآية تندد بالمشركين بأنّهم لا يؤمنون ، ولا ينتظرون شيئا إلّا القيامة أن تأتيهم فجأة حتى يؤمنوا ، ولكن لا يفيدهم عندها إيمانهم ، ومن أين لهم التذكّر والاتعاظ والتوبة إذا جاءتهم الساعة بغتة. ومع ذلك كله فليعلموا أنّ الساعة ، وإن لم تأتهم ، ولكن قد جاءتهم أشراطها وعلاماتها ، فعليهم أن يتّعظوا بذلك.
والآية غير متضمنة لتعيين ما جاء من الأشراط ، لكن قال ابن عباس : «والنبيّ من أشراطها ، ولقد قال بعثت أنا والساعة كهاتين» (٢).
وكون بعثة النبي من معالم الساعة ، لا ينافي وجود هذه الفترة الطويلة بينه وبين القيامة ، وذلك لأنّ ما مضى من عمر الأرض والمجتمع الإنساني أزيد بكثير مما بقي منه ، فيصحّ جعل ظهوره من معالم الساعة.
ويحتمل أن يكون المراد من أشراط الساعة التي جاءتهم انشقاق القمر بيده ، ونزول القرآن الذي هو آخر الكتب (٣).
ب ـ اندكاك السدّ وخروج يأجوج ومأجوج
جاء في الذكر الحكيم أنّ ذا القرنين وصل في مسيره إلى قوم طلبوا منه أن
__________________
(١) سورة محمد : الآية ١٨.
(٢) مجمع البيان ، ج ٥ ، ص ١٠٢.
(٣) لاحظ المصدر السابق نفسه.