ثلاثة ، الأولين راجعان إلى ما قبل القيامة ، ويعدّان من أشراطها ، والثالث إلى نفس القيامة.
فالأول ، هو وقع القول على الكافرين وخروج الدابة.
والثاني ، هو حشر فوج من كلّ أمة.
والثالث ، هو نفخ الصّور ، أعني قوله سبحانه : (وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ) (١).
وعلى ضوء ذلك يمكن عدّ الأوّل والثاني من أشراط الساعة (٢).
و ـ مجيء بعض آيات الربّ تعالى
يقول سبحانه : (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً ، قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ) (٣).
الاستفهام في الآية إنكاري ، وقع في مقام يعرب عن عدم نفع العظة ونجاح الدعوة ، وأنّ المخاطبين كانوا في عناد ولجاج إزاء دعوة النبي الأكرم ، كما هو الظاهر من الآيات المتقدمة عليها ، فإنّه يقول :
(أَنْ تَقُولُوا إِنَّما أُنْزِلَ الْكِتابُ عَلى طائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنا ...).
(أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتابُ ، لَكُنَّا أَهْدى مِنْهُمْ ...).
ففي هذا السياق ورد قوله سبحانه :
(هَلْ يَنْظُرُونَ) ، أي هؤلاء لا ينتظرون إلا أمورا تترجح بين كونها موجبة لهلاكهم أو كونها أمرا محالا في نفسه ، أو غير ناجعة في إيمانهم عند وقوعها.
__________________
(١) سورة النمل : الآية ٨٧.
(٢) ومن أراد التبسط في الآية ، فعليه الرجوع إلى المصادر التالية : تفسير الطبري ، ج ٢٠ ، ص ١٠ ـ ١٢. الدر المنثور ، ج ٥ ، ص ١١٦. تفسير البرهان ، ج ٣ ، ص ٢٠٩ ـ ٢١١.
(٣) سورة الأنعام : الآية ١٥٨.