وهل كل منها عامل مستقل ، أو أنّ هنا عاملا واحدا هو الكفر ، ويكون حينئذ الصّدّ عن سبيل الله ومشاقّة الرسول من آثار الكفر ، فهم كفروا ، فصدوا وشاقوا؟.
تظهر الثمرة فيما لو صدّ إنسان عن سبيل الله لأغراض دنيوية ، أو شاقّ الرسول لحالة نفسانية مع اعتقاده التام بنبوة ذاك الرسول وقبح عمل نفسه. فلو قلنا باستقلال كل منهما في الحبط ، يحبط عمله ، وإلا فلا. وبما أن الآية ليست في مقام البيان ، بل تحكي عمل قوم كانت لهم هذه الشئون فلا يمكن استظهار استقلال كل منها في الحبط. نعم ، يمكن القول بالاستقلال من باب الأولوية ، وذلك أنّه إذا كان رفع الصوت فوق صوت النبي من عوامل الإحباط كما سيأتي ، فكيف لا يكون الصّدّ والقتل من عوامله؟.
٧ ـ قتل الأنبياء
٨ ـ قتل الآمرين بالقسط من الناس
قال سبحانه : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ ، وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ ، وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ* أُولئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ) (١).
٩ ـ إساءة الأدب مع النبي
قال سبحانه : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ) (٢).
وربما يتصور أنّ رفع الصوت ليس عاملا مستقلا في الإحباط ، بل هو
__________________
(١) آل عمران : الآيتان ٢١ و ٢٢.
(٢) سورة الحجرات : الآية ٢.