وذلك أنّ كل كيلومتر في الطول يسع خمسة آلاف إنسان ، يقف كل منهم إلى جانب الآخر ، وكل كيلومتر في الارتفاع يسع سبعمائة وخمسين إنسانا متوسط طول الواحد منهم مترا ونصف المتر ، يقف كل منهم على رأس الآخر ، فإذا أردنا حساب من يمكن أن يحويه ذاك الصندوق ، فما علينا إلا أن نضرب الطول بالعرض بالارتفاع (١) ، فتكون النتيجة اتساع هذا الصندوق لثمانية عشر مليار ، وسبعمائة وخمسين مليون إنسان.
هذه سعة الكيلومتر المكعب الواحد ، فما ظنك بسعة ألف وثلاثة وثمانين مليار ، وثلاثمائة وعشرين مليون كيلومتر مكعب؟ إنها بالتأكيد تكفي لأضعاف ـ لا تحصى ـ ممن قطن هذه الكرة الأرضية.
فمسألة قلة المواد الأرضية لإحياء الناس ، مسألة ذهنية طرحت من غير تدبر في حجم العالم.
٢ ـ إنّ بدن الإنسان لا يتشكل من التراب فحسب ، بل الماء والغازات من العناصر الرئيسية التي يتكون منها بدن الإنسان. ويحيط بالأرض طبقة من الغازات تسمى بالغلاف الجوي ، تبلغ في الارتفاع والسماكة ألف كيلومتر ، وتبلغ في الوزن خمسة ملايين مليار طن (٢) هذا في جانب الغازات.
وأما في جانب المياه المتواجدة على سطح الكرة الأرضية فيكفينا أن نعرف أنّ إلقاء حجر في إناء مملوء من الماء ، يوجب ارتفاع سطح الماء بما يساوي حجم هذا الحجر ، هذا من جهة.
ومن جهة أخرى ، أثبت العلم الحديث أننا لو جمعنا كل البشر الذي يقطنون الكرة الأرضية (٣) وألقيناهم في بحيرة قزوين ، فسوف لن يصل ارتفاع الماء في البحيرة إلى سنتيمتر واحد بل يكون أقلّ منه ، بمعنى أنّ ارتفاع المياه لن يكون محسوسا لنا.
__________________
(١) ٥٠٠٠* ٥٠٠٠* ٧٥٠ ٠٠٠ ، ٠٠٠ ، ٧٥٠ ، ١٨ إنسان.
(٢) ٠٠٠ ، ٠٠٠ ، ٠٠٠ ، ٠٠٠ ، ٥٠٠٠.
(٣) وهم عند إجراء هذا الحساب ، ملياري إنسان.