عرفت دليل قلّة الوعي الديني ، بفرارهم في بعض الغزوات.
٣ ـ كما عرفت أنّه لو كان أساس الحكم على غير وجه التنصيب ، لكان على النبي الأكرم بيان أسسه وأصوله وفروعه ، وشرائط الإمام ، وما تنعقد به الإمامة ، مع أنّ النبي سكت عن ذلك ولم ينبس منه بكلمة ، فليس في الصحاح والمسانيد أحاديث أو حديث عن النبي حول أساس الحكم ، أفيصحّ لنا أن نتهم النبي بأنّه بلّغ أبسط الأمور وأيسرها ، التي تقع في الدرجة الأخيرة من الأهمية في حياة الإنسان ، وسكت عن عظائم الأمور ومهمّاتها التي تتوقف عليها حياة الأمّة.
كل ذلك يعرب عن أنّ سكوته لأجل أنّ أساس الحكم هو التنصيب ، ونصب الإمام يغني عن البحث حول أساس الحكم وشروطه ، لأنّ الإمام المنصوب يكون ميزانا للحق ، ومعيارا للتعرّف على أساس الحكم وشروطه ؛ «وكلّ الصّيد في جوف الفراء» (١).
٤ ـ كما عرفت أنّ تصوّر النبي للخلافة في عصره ، هو إيكالها إلى الله سبحانه ، وأنّه تعامل معها معاملة الرسالة ، وأنّه عرّفها بنفس ما عرّف به الله سبحانه الرسالة ، «يضعها حيث شاء».
٥ ـ كما عرفت أنّ تصوّر الصحابة ، وسيرتهم في الخلافة هي سيرة التنصيب ، وقد كان ترك التنصيب ، في نظرهم ، إهمالا لأمر الأمّة ، وتركا لها بلا راع فريسة للذئاب ، والأعداء ، وبذلك استتبّ الأمر لعمر بيد أبي بكر ، ولعثمان بيد عمر ، وهكذا توالت السيرة في الأمويين من الخلفاء ، وشذّت عنها خلافة علي حيث استتبت له ببيعة المهاجرين والأنصار.
٦ ـ كما عرفت أنّ صيغة القيادة في الشرائع السابقة كانت هي التنصيب ، وكان الأوصياء ينصبون من طريق الأنبياء.
٧ ـ كما أنّك عرفت أنّه لا دليل على كون أساس الحكم هو الشورى أو البيعة بألوانهما المختلفة.
__________________
(١) مثل يضرب.