وسأل سائل ابن الزّبير (١) فلم يعطه / / شيئا ، فقال السائل : لعن الله ناقة حملتنى إليك ، فقال ابن الزبير إنّ وراكبها : أى نعم.
ومن النحاة من قال هاهنا هاء مضمرة ، والمعنى أنه هذان لساحران ، والهاء كناية عن الأمر والشأن ، وتقديره أن الأمر هذان لساحران ، ومنه قوله ـ تعالى : ـ (إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً) (٢) [أى أن الأمر من يأت ربه مجرما] (٣) ويجوز دخول اللام فى خبر الابتداء ، ومنه قول العرب «زيد والله لواثق بك» وقال الشاعر :
خالى لأنت ومن جرير خاله |
|
ينل العلاء ويكرم الأخوالا |
وقال الفراء (٤) أنهم زادوا النون فى التثنية وتركوا الألف بحالها فى الرفع ، والنصب ، والخفض كما فعلوا فى «الّذي» فقالوا «اللذين» وعلى كل تقدير فلا لحن فى الآية المذكورة ، وقول عثمان لم يثبت ولم يصح ، وبتقدير صحته ؛ فهو محمول على اللحن فى الكتابة.
وما فى القرآن من تكرار المعانى والألفاظ ، فليس يخلوا عن فائدة لا تحصل من غير تكرار.
إما لبيان اتساع العبارة وإظهار البلاغة ، وإما لزيادة التأكيد والمبالغة / فى التقرير إلى غير ذلك مما قد أمعن المفسرون فى تحقيقه وبيانه وما يتوهم فيه أنه من قبيل إيضاح
__________________
(١) ابن الزبير : هو عبد الله بن الزبير بن العوام ـ رضي الله عنه ـ فارس قريش فى زمنه وأول مولود فى المدينة بعد الهجرة ولد سنة واحد هجرية. شهد فتح إفريقية زمن عثمان ـ رضي الله عنه ـ بويع له بالخلافة سنة ٦٤ ه عقيب موت يزيد بن معاوية ؛ فحكم مصر والحجاز واليمن وخراسان والعراق وأكثر الشام ، وجعل قاعدة ملكه فى المدينة المنورة واستمرت خلافته تسع سنين له فى كتب الأحاديث ٣٣ حديثا. وهو أول من ضرب الدراهم المستديرة ، وكان نقش الدراهم فى أيامه : بأحد الوجهين : «محمد رسول الله» وبالآخر «أمر الله بالوفاء والعدل» وانتهت خلافته وحياته على يد الحجاج الثقفى فى أيام عبد الملك بن مروان واستشهد رحمهالله بمكة سنة ٧٣ ه (صفة الصفوة لابن الجوزى ١ / ٢٩٢ ـ ٢٩٥ والأعلام للزركلى ٤ / ٨٧).
/ / أول ل ٨٩ / ب.
(٢) سورة طه : ٢٠ / ٧٤.
(٣) ساقط من آ.
(٤) الفراء : هو يحيى بن زياد بن منظور الديلمى المعروف بالفراء : إمام الكوفيين وأعلمهم بالنحو واللغة وفنون الأدب ، كان يقال : الفراء أمير المؤمنين فى النحو ، ولد بالكوفة سنة ١٤٤ ه وانتقل إلى بغداد. عهد إليه الخليفة المأمون بتعليم ولديه كان مع تقدمه فى اللغة فقيها متكلما عالما بأيام العرب وأخبارها. توفى فى الطريق إلى مكة سنة ٢٠٧ ه (وفيات الأعيان لابن خلكان ٢ / ٢٢٨ ، والأعلام للزركلى ٨ / ١٤٥).