الحسين : (ليدافع عنهم ضد ما وقع من الإمام المنصور عليهم من قبضه ما كانوا يأخذونه من أهل وقش ونواحيها من زكاة ووصايا وأوقاف ونحو ذلك) ، وبعد أن أخذ في مناظرتهم أولا بالدليل والبرهان ، واستنفذ كل جهد في مراسلتهم ومحاولة ردهم ـ كما يظهر من مجموع كتبه ورسائله الذي سينشر لاحقا ضمن مكتبة الإمام المنصور ـ حكم بكفرهم.
إلا أنه لم يحاربهم من قيامه سنة ٥٩٤ ه إلى سنة ٦٠٢ ه ، التي وقعت فيها أحداث متفرقة جعلته يهتم بأمرهم ، ومن ذلك مكاتبتهم في التحريض عليه ، وقدومهم إلى وردسار إلى صنعاء حيث طلبوا منه المعونة على خراب هجرة سناع ، وكان حينها في صلح مع الإمام ، وفي هذه السنة طلبوا الإمام للمناظرة في مسور ، وكان حينها مشغولا بقتال أهل الجوف الذين خالفوا عليه ، وكانت المراسلات مع مشايخ مسور ، وبذل الإمام الأمان لوصولهم إليه ، وانتهى الأمر بتخوف كل من الطرفين من الوصول إلى الآخر للمناظرة لأسباب عدة.
وفي سنة ٦٠٣ ه نقض وردسار الصلح مع الإمام ، وكان للمطرفية ضلع في دعمه على نقض الصلح والوقوف معه ، لكن الإمام التقى وردسار إلى البون وكانت الدائرة على الأخير ، ليتفرغ الإمام بعد ذلك إلى المراسلة مع المطرفية أهل قاعة ووقش وسناع ، وتوعدهم وحكم بتكفيرهم وجواز تشتيتهم واستباحة أموالهم إن لم يتركوا مذهبهم ، فتركوه رغبة ورهبة ، ورجع إليه من رجع وهدأت الأمور بعد ذلك من هذه السنة إلى سنة ٦١٠ ه.
قال يحيى بن الحسين : (وفيها قام رجل يسمى محمد بن منصور بن مفضل بن الحجاج مع المطرفية أهل وقش ، وأنكر على الإمام المنصور بالله ما وقع منه من