النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : «الخلافة بعدي ثلاثون سنة وبعد ذلك ملكا عضوضا» (١).
قالوا : فهذا دليل على خلافة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي أن مجموع أيامهم تكون ثلاثين سنة.
قلنا : المراد أعمال الخلافة ، فنحن لا نخالف بأن هؤلاء المذكورين فعلوا فعل الأئمة وإن لم نقل بإمامتهم مدة أيامهم ، ثم انتقل الأمر إلى بني أمية فكفرهم ظاهر ، فكيف يطلب منهم تعرف الأحكام ولم نسلم الشهادتين وظاهر الإسلام منهم إلا بالدعاء ، ولو طمعوا أن الملك يبقى لهم مع عبادة الأوثان لما أمن ذلك من بعضهم ، فالله المستعان ، أفليس منهم من أمر المجوسي يعمل له قبة على ظهر الكعبة شرفها الله ليشرب فيها الخمر فانتقمه الله قبل ذلك ـ وهو الوليد بن يزيد (٢) ـ وهذا
__________________
(١) الحديث بهذا اللفظ ، أخرجه ابن حبان برقم (١٥٣١) ، وهو في (فتح الباري) ٨ / ٧٧ ، ١٢ / ٢٨٧ ، ١٣ / ٢١٢ ، وهو في (إتحاف السادة المتقين) ٢ / ٢١٠ ، ٢٢٥ ، وفي (مشكل الآثار) للطحاوي ٤ / ٣١٣ ، وفي تفسير ابن كثير ٦ / ٨٥ ، والقرطبي ١٢ / ٢٩٧ ، ٢٩٨ ، و (الكشاف) ١٢٠ ، و (البداية والنهاية) ٣ / ٢١٩ ، ٦ / ٢٢٥ ، ٢٨٢ ، ٧ / ٢٠٦ ، ٨ / ١٦ ، ٤١ ، ١٣٥ ، وفي (تهذيب تأريخ ابن عساكر) ٤ / ٢٢٢ ، وانظر (موسوعة أطراف الحديث النبوي) ٤ / ٦٧٠ ، ٦٧١.
(٢) الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان الأموي ، أبو العباس [٨٨ ـ ١٢٦ ه] ، من ملوك الدولة المروانية بالشام.
قال في (الأعلام) : يعاب بالانهماك في اللهو وسماع الغناء ، وقال السيد المرتضى : كان مشهورا بالإلحاد ، متظاهرا بالعناد ، ولي الخلافة سنة ١٢٥ ه ، بعد وفاة عمه هشام بن عبد الملك ، ونقم عليه الناس حبه للهو ، فبايعوا سرا ليزيد بن الوليد بن عبد الملك فنادى بخلع الوليد وكان غائبا في (الأغدف) من نواحي عمّان ، بشرقي الأردن. فجاءه النبأ فانصرف إلى البخراء ، فقصده جمع من أصحاب يزيد فقتلوه في قصر النعمان بن بشير ، وكان الذي باشر قتله عبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك ، وحمل رأسه إلى دمشق فنصب في الجامع ، ولم يزل أثر دمه على الجدار إلى أن قدم المأمون دمشق سنة ٢١٥ ه ، فأمر بحكه.
انظر (الأعلام) ٨ / ١٢٣ ، وبقية المصادر فيه ، قال : وفي (تأريخ الخميس) : ووصفه بالزنديق المتهتك ٢ / ٣٢٠. قلت : وفي (مروج الذهب) للمسعودي قال : كان الوليد بن يزيد صاحب شراب ولهو وطرب ، وسماع للغناء ، وهو أول من حمل المغنين من البلدان إليه ، وجالس الملهى ، وأظهر الشرب والملاهي ، ثم سرد أشياء كثيرة من خلاعته ، وذكر أنه قرأ ذات يوم (وَاسْتَفْتَحُوا ـ